اخبار اقتصادية

النشرة الاقتصادية الأسبوعية الشاملة لسوق العملات

الدولار وتحدي آخر هذا الأسبوع

 بعد ارتفاعه لمدة 4 أسابيع على التوالي، فقد االمشرون سيطرتهم على الدولار الأمريكي . وتعرض  الدولار الأمريكي للبيع امام جميع العملات الرئيسية، فقد خسر ما يقرب من 2٪ من قيمته مقابل الجنيه الإسترليني، وانخفض أكثر من 1٪ مقابل اليورو والدولار الأسترالي والنيوزيلندي.  بالنسبة للعديد من العملات، هذا الأسبوع مهم لأنه أول إيجابي منذ بداية سبتمبر.   وفي الوقت الذي نتجه فيه الآن إلى الأسبوع الثالث من أكتوبر، يتساءل تجار الفوركس عما إذا كان الدولار سيستأنف الاتجاه الهبوطي الذي  تحرك فيه لمعظم السنة، والحقيقة اننا نعتقد ان هذا هو ما سيحدث.

 

وعلى الرغم من البيانات الأمريكية المُرضية نسبيا، فقد كافح الدولار خلال الأسبوع الماضي لأن المستثمرين لم يقتنعوا بأن التقارير الاقتصادية الإيجابية تزيد من فرصة رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات في العام المقبل.  ويتوقع السوق  تماما رفع سعر الفائدة في ديسمبر  وفي حين تظهر أحدث التوقعات أن مشرعي السياسة النقدية يفضلون إجراء ثلاثة عمليات رفع لسعر الفائدة في عام 2018، إلى أن العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي تُظهِر ان هناك فرصت نسبتها  70٪ فقط لصالح رفع سعر الفائدة في 2018 – وهذا هو السبب في أن الدولار كان غير قادر على الارتفاع.  على الرغم من ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 0.5٪ في شهر سبتمبر، إلا أنه باستثناء تكاليف الغذاء والطاقة، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.1٪ فقط، مما يشير إلى أن قوى التضخم لا تزال مؤثرة.   وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 1.6٪، وهي أقوى نسبة منذ مارس 2015 ، وباستثناء شراء السيارات والبنزين، ارتفع معدل الإنفاق بنسبة 0.5٪ فقط.   لذلك باختصار لم تكن هذه البيانات كافية لتعويض المخاطر التي تواجه الدولار خلال الشهرين المقبلين.

 

 هناك نوعان من التهديدات الرئيسية المعلقة على الدولار الأمريكي الآن – كوريا الشمالية واختيار شخص جديد لمنصب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي. والحقيقة ان توقيت كلاهما غير معروف .  فيما يتعلق بكوريا الشمالية، لا يبدو أن أيًا من الطرفين يميل إلى التراجع، ويتحدث كلاهما عن الإجراء العسكري وبالتالي من المرجح أن تسوء الأوضاع سوءً قبل أن تتحسن مما سيؤدي الى استمرار مواجهة المخاطر من العملة الأمريكية.    أما بالنسبة لمنصب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن أي شخص غير ييلن سيعتبره السوق سلبي للدولار واذا اختار الرئيس ترامب يختار شخص ليس عضوا الحالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإن الضرر يمكن أن تكون أكبر.  الخطر الثالث هو حالة الانتعاش خلال الشهرين المقبلين.   إن لم نشهد تحسنات مستمرة في معدل نمو التوظيف و الاجور و التضخم والإنفاق، فقد يكون رفع سعر الفائدة هذا العام هو الأخير وقد قد يُصاحب هذا الكثير من الحذر.  وهذا يعني أن جميع البيانات الاقتصادية الواردة سوف يتم فحصها بعناية. وفي هذا الاسبوع سيكون التركيز موجه إلى حديثين من يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، ومؤشر، فيلادلفيا من البنك الاحتياطي الفيدرالي، والإنتاج الصناعي وتقارير سوق الإسكان وقد يلا يكون لهذه التقارير سوى تأثير محدود على الدولار.   ومن المقرر أيضا الاعلان عن السجل البيج الفيدرالي،  والذي سيخبرنا وضع الاقتصاد.

 

 لم يتبقى على إعلان السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي سوى  أقل من أسبوعين.  ومن الآن وحتى ذلك الحين الشيء الوحيد الذي سيفكر فيه التجار في السوق هو إذا ما سيكون هذا الإعلان يميل الى تسهيل السياسة النقدية أم تقليل برنامج التسهيل الكمي.  واعتماداًا على البيانات الاقتصادية التي جاءت الاسبوع الماضي بنتائج افضل من التوقعات، قد يقوم   البنك المركزي الأوروبي بتخفيض مشتريات الأصول مما يعتبر تمهيدًا لتضييق السياسة النقدية أكثر.   ومع ذلك، بين المشاكل السياسية في أسبانيا (والتي لا يبدو عليها حل قريب) وارتفاع سعر الصرف، يقوم مسؤولو البنك المركزي الأوروبي بالضغط بقولهم أن السياسة النقدية ستبقى متكيفة للغاية مما يدل على انهم يفضلون التخلص من برنامج التسهيل الكمي. من يستطيع إلقاء اللوم عليهم عندما يعرفون أن التعليقات التي تميل الى تضييق السياسة النقدية ستقود اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD  إلى 1.20؟ وعلى الاساس التاريخي، لا يعتبر اليورو بهذه القوة لأن متوسط سعره لخمس اعوام هو 1.2060. وفي آخر 2014، كان تداول اليورو فوق مستوى 1.30 وفي الوقت الحالي، يعتبر للمعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك دور أساسي في مستوى اليورو الآن.  وبالتالي قد يقوم البنك المركزي الأوروبي (ECB) بإنهاء برنامج التسهيل الكمي وأن يقول أن هذه هي بداية فترة طويلة من تطبيع السياسة النقدية، الأمر الذي قد يصل إلى 2018 وإذا تحقق هذا فسوف يرتفع اليورو.   خلال هذا الاسبع سيتم الاعلان عن مؤشر ZEW الألماني و مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من منطقة اليورو وسوف تساعد هذه التقارير على تشكيل التوقعات الخاصةب اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) ولكن ينبغي ان تكون هناك تقارير قوية للغاية لإقناع السوق أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) يتوق إلى تقليل برنامج التسهيل الكمي.  نتيجة لهذا نتوقع ان يكون أداء اليورو أقل من أداء العملات الأساسية.

 

 خلال الأسبوع الماضي، كان الباوند البريطاني من أفضل العملات أداءًا في سوق الفوركس . وبعد تعرضه لعمليات بيع مكثفة بين منتصف شهر سبتمبر وأول أسبوع من شهر أكتوبر، تعافى الباوند البريطاني مرة أخرى.  وكان الانخفاض السابق في الباوند بقيادة كلا من التوترات السياسية التي تسببها رئيسة الوزارء البريطانية ماي بالاضافة الى ارتفاع الدولار الامريكي.   وخلال هذه الفترة، نسي المستثمرون تمامًا ميل البنك البريطاني إلى تضييق السياسة النقدية.   وبالعودة إلى 14 سبتمبر، عندما كان الاسترليني في اتجاه صعودي قوي، كشف البنك البريطاني عن أن أغلبية أعضاء السياسة النقدية في البنك يرون أن هناك “مجال لتقليل التحفيز الاقتصادي في الأشهر القادمة”. وارتفعت التوقعات برفع أسعار الفائدة كرد فعل لهذه التصريحات وبينما انخفض الاسترليني بحدة في الأيام التالية لذلك، إلا أن تلك التوقعات بتضييق السياسة النقدية لم تتغير تقريبا.  وبالتالي يبدو أن التوترات بشان مواقف ماي رئيسة الوزراء البريطاني في تراجع وقال مُفاوِض الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يمكنه تقديم فترة انتقالية مدتها عامان، وهي الفترة التي طلبتها ماي بالفعل، وبالتالي فإن التوقعات بتطبيق خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بطريقة سهلة واحتمالات رفع سعر الفائدة في نهاية العام قد دفعت الاسترليني للأعلى مرة أخرى.      سيكون هذا الأسبوع هامًا بالنسبة للاسترليني لأنه سيتم الاعلان عن عدد من البيانات الاقتصادية الأساسية واليت ستلعب دورًا أساسيًا في إضعاف أو تقوية موقف البنك البريطاني بشأن تضييق السياسة النقدية.   من المقرر الاعلان هذا الاسبوع عن بيانات التضخم والتوظيف و إنفاق المستهلك ونتطلع في الغالب إلى بيانات أكثر قوة وقد تدفع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD إلى مستوى 1.34.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى