تراجعت العملات عالية المخاطر في جلسة التداول الأوروبية الصباحية، مع تتابع البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من كافة أنحاء المعمورة، والتي دلت على مزيد من التباطؤ في النمو في الربع الثالث من هذا العام. ففي أستراليا، سجل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني مستوى 0.6% مقابل توقعات بـ 0.8% حيث تبين أن الإنفاق السكاني كان أضعف من المتوقع، كما هبطت الأخبار بالدولار الأسترالي AUD لأدنى من مستوى 1.0200 في بداية جلسة التداول الأوروبية. وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي بنسبة 3.7% مسجلاً نموًا للعام الـ 21 على التوالي. ونوه وزير المالي (واين سوان) إلى أن العام الحادي والعشرين للنمو الأسترالي “يشبه الفوز برئاسة الحكومة للولاية الـ 21 على التوالي والفوز بالولايات الأربع الأخيرة بسهولة شديدة للغاية”.
ورغم ذلك، ركزت أسواق العملة على التباطؤ الملحوظ في استهلاك الأسر والذي ارتفع بنسبة 0.3% فقط مقابل 1.0% في الربع السابق مع قيام المستهلكين بتحجيم نفقاتهم. وكان التباطؤ في الطلب الأخير جليًا في أسعار تجزئة يوم الاثنين والتي انكمشت بشكل حاد إلى -0.8% مقابل توقعات بمكاسب 0.3%.
ورغم أن آخر بيانات بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) تشير إلى حالة من التفاؤل النسبي لدى صناع السياسات النقدية الأستراليين، إلا أن تقرير التوظيف الأسترالي مساء أمس كان بمثابة مسمار في نعش المضاربين على هبوط الدولار الأسترالي AUD والذين يعتقدون أن البنك المركزي لن يقوم بتحريك أسعار الفائدة لهذا العام. ويتوقع السوق أن تعاني سوق العمل بعض التباطؤ ولكنه سيظل إيجابيًا مع مكاسب بمقدار 5.1 ألف. أما إذا جاءت بيانات التوظيف سلبية، فسوف تزداد الضغوط الواقعة على الاحتياطي الأسترالي للاستجابة حيث ستصبح السلطات أكثر ميلاً لتكييف السياسة النقدية لتلافي خطر الانكماش الاقتصادي.
وفي أوروبا، اقترب زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD من حاجز الـ 1.2500 حيث سجل التقرير الأخير لمؤشر مديري المشتريات عن قطاع الخدمات في منطقة اليورو مستوى 47.2 مقابل 47.5 متوقعة، ليسجل بذلك أسوأ قراءة له خلال عام حيث هبط إلى ما دون مستوى الازدهار عند 50 نقطة. أما مبيعات التجزئة في المنطقة فبلغت -0.2% على النحو المتوقع وبما يؤكد استمرار ضعف الطلب من المستهلكين وأن منطقة اليورو تتعرض لخطر الانزلاق إلى حالة من الركود مع اقترابنا من الربع الأخير من العام. والسؤال الأساسي المطروح هو ما إذا كانت ألمانيا والتي تواجه حاليًا تهديدًا كبيرًا بانكماش النمو فيها سوف تكون أقل أو أكثر إذعانًا لتحقيق المطالبات الداعية بمزيد من الدمج الاقتصادي الأوروبي على ضوء الأوضاع الصعبة القائمة حاليًا.
وفي أمريكا الشمالية اليوم، تأتي الأجندة الاقتصادية خالية إلا من بيانات الإنتاجية بغير القطاع الزراعي وبيان بنك كندا (BoC) والذي من المستبعد أن يحمل لنا أي مفاجآت. وكان الفوز الذي حققه أمس حزب (بارتي كيبيكوا) قد أثار حالة من القلق الطفيف بين المستثمرين فيما يتعلق بالمشكلة الانفصالية في كندا، ولكن أيام التوجهات الراديكالية التي انتهجها الحزب قد ولت وأصبح خطر الانقسام في كندا أقل بروزًا على ضوء الأوضاع الاقتصادية المستقرة حاليًا. وجاء الدولار الكندي CAD أضعف بشكل طفيف في جلسة التداولات الليلية ولكنه جاء انعكاسًا لحالة الضعف الإجمالي في عملات السلع (الدولار الكندي والدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي) وليس سببًا لمخاطر سياسية معينة.
ومع تركز الأنظار على اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB غدًا، قد تسير التداولات في سوف الفوركس هادئة نسبيًا باقي اليوم، ولكن المزاج قد تحول بشكل واضح ضد الرغبة في خوض المخاطر، وأصبحت العملات التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية في سوق الفوركس تميل الى الاتجاه الهبوطي حاليًا، حيث يتطلع الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD لاختبار مستوى 1.2500 الأساسي إذا استمرت التدفقات المالية المدفوعة بكراهية المخاطر في الجلسة الأمريكية.