العلاقة غير المستقرة بين الذهب والأسهم

العلاقة غير المستقرة بين الذهب والأسهم

هل هناك علاقة بين الذهب وسعر الأسهم؟ قد يتوقع المرء وجود علاقة عكسية. فعندما تصعد قيمة الأسهم، يجني المستثمرون المزيد من المال في سوق الأسهم، ومن ثم يبيعون ما لديهم من ذهب، وهو ما يؤدي بدوره إلى هبوط سعر الذهب. ومع ذلك، فالبيانات تخبرنا بشيء آخر.

لنلقي نظرة على هذه الرسوم الثلاث. سنجد كافة هذه الرسوم تظهر سعر الذهب (تثبيت ذهب لندن London Gold Fixing PM) ومؤشر ستاندارد آند بورز 500.

ويغطي الرسم البياني الأول الفترة من 1974 إلى 2011 ويظهر نمو هذين المؤشرين، بدءًا من قيمة قاعدية (1) في بداية الفترة. وكان الذهب قد تجاوز مؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» في السوق الصعودية للذهب خلال فترة السبعينيات. واعتبارًا من منتصف التسعينيات شهد مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» مكاسب كبيرة تاركًا سعر الذهب ورائه. ولكن جاءت فقاعة الدوت كوم في سنة 2001 والأزمة المالية في 2008 لتهبط بالمؤشر إلى القاع. وفي المقابل، بدأت أسعار الذهب في ذلك الوقت في الارتفاع وبلغت ارتفاعات لم يبلغها من قبل. ومن ثم يشير الرسم البياني الأول إلى أن العلاقة بين الذهب والأسهم قد تغيرت مع الوقت، هذا إن كانت موجودة بوضوح من الأصل.

أما الرسم البياني الثاني فيوضح مكاسب النمو الشهرية اعتبارًا من سنة 2008 حتى 2011. وهنا تبدو العلاقة بين الذهب والأسهم عكسية إلى حد ما.

 

أما الرسم البياني الثالث فيظهر العلاقة المتأرجحة بين الذهب ومؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز 500». وتتراوح العلاقة بين -1 و1، وحيث الرقم الأول يشير إلى علاقة سلبية تامة، أما القيم القريبة من الواحد فتشير إلى علاقة موجبة. أما الصفر فيعني غياب علاقة الارتباط. ويؤكد هذا الرسم الفرضية الأولى والتي مؤداها أن العلاقة المتأرجحة على مدار 12 شهرًا بين الذهب ومؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز» تغير حدتها مع الوقت. كما تصبح العلاقة سلبية من وقت لآخر.

ما الاستنتاج الذي نخرج به من هذه الرسوم البيانية؟

أن هناك أدلة قوية تؤكد عدم وجود علاقة ثابتة بين الذهب وأسعار الأسهم مع الوقت.

Exit mobile version