كان اليوان الصيني يسير في طريق وعرة في عام 2014 حيث أنهى العام على انخفاض مقابل الدولار الأمريكي للمرة الاولى منذ 2009. والحقيقة ان أداء الدولار الامريكي/ اليوان الصيني يعكس التفاوت في النظرة المستقبلية للاقتصاد في الولايات المتحدة الامريكية و الصين وبينما يستمر الاقتصاد الأمريكي في الاستمرار في التعافي من الازمة المالية العالمية، يحاول الاقتصاد الصيني مكافحة ضعف مستويات الطلب المحلي والعالمي عن طريق زيادة التحفيز الاقتصادي. ونتيجة لهذا ليس من الصعب أن نرى سبب ارتفاع الدولار الامريكي/ اليوان الصيني.
وفي الوقت الذي كان يستعد فيه السوق لتضييق السياسة النقدية في الولايات المتحدة الامريكية، كان البنك الصيني يقوم بقطع أسعار الفائدة ويستخدم أدوات أخرى في السياسة النقدية في محاولة منه لدعم النمو الاقتصادي. وهناك مصدرين للنمو في الاقتصا الحديث: الطلب المحلي والطلب العالمي. تعتبر الصين اقتصاد معتمد على الصادرات، ولكنه يحاول الانتقال الى نموذج نمو أكثر فاعلية مستفيدا من عدد السكان الهائل في الصين. ومع استمرار التحضر في تحويل الصين إلى اقتصاد أكثر تطورا، فإنه يمكن الاستفادة من هذا وأن تكون هناك يقنوات نمو موثوق منها وقابلة للاستمرار نابعة من داخل اقتصادها.
ولكن يظهر من خلال المؤشرات الاقتصادية الاخيرة ان معدل الطلب المحلي في الصين ليس بالقوة التي ترغبها بكين. لا يزال معدل نمو اسعار المستهلك محصور دون 2.0% (ومن المتوقع ارتفاعه بنسبة 1.4% كمعدل سنوي الشهر الماضي) ولا تزال اسعار المنتجين في المنطقة الانكماشية. كما تدهورة مبيعات التجزئة و معدلات الإنتاج الصناعي و النشاط الصناعي والصادرات في عام 2014. ويحد هذا من العامل الاساسي للنمو في الصين.
وفي الوقت الحالي تعتبر الصادرات هي العامل المعتمد عليه بالقدر الاكبر. وقد كان اداء سوق التصدير في الصين جيدا خلال اغلب العام الماضي. تم تشويه بعض البيانات من في وقت سابق من العام بالمقارنة مع أوائل عام 2013، ولكن يعتبر الاتجاه العام لنمو الصادرات القوي أمر مشجع. وسوف تكون ىخر النتائج الخاصة لعام 2014 في يوم 12 يناير ومن المتوقع ان يظهر من خلالها نمو الصادرات بنسبة 6.0% في العام الماضي حتى ديسمبر.
ولكنمن المتوقع ضعف نتائج النمو الاقتصادي و المقرر الاعلان عنها في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث قد يسجل الناتج المحلي الإجمالي قراءة 7.4% العام الماضي بعد ارتفاعه في العام الاسبق بنسبة 7.7%. وقد يضعف معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي اكثر هذا العام (تشير التوقعات الحالية الى 7.0%). ويرى بعض المحللون أنه إن سجل الناتج المحلي الاجمالي قراءة تصل الى 7% فإن هذا يعني ان الاقتصاد يحتاج الى التحفيز عن طريق قطع سعر الفائدة. وهناك مجال امام البنك الصيني للقيام بهذا نظرا لتراجع التهديد القادم من السوق العقاري الصيني. ولا يزال تراجع الاسعرا في السوق العقاري أمر مقلق، ولكن اظهرت البيانات التي صدرت مع نهاية العام ان هناك تحسن في الضغوط الهبوطية للاسعار.
وقد تؤدي الحاجة لجعل السياسة النقدية أكثرتكيفا في الصين الى استمرار ارتفاع سعر الدولار الامريكي/ اليوان الصيني في عام 2015. وعندما يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة فسوف تكون هناك فكرة جديدة لتداول هذا الزوج، خاصة إن بدا البنك الاحتياطي الفيدرالي في تضييق السياسة النقدية في وقت قبل او بعد الوقت المتوقع من تجار العملة.
وقد يكون البنك الصيني مرتاح اكثر لفكرة ضعف اليوان الصيني حيث قد يقدم هذا المزيد من الدعم المطلوب لقطاع التصدير الذي يعتبر الاكثر اهمية في الصين. ونستمر في التركيز على أعلى مستويات عام 2014 لهذا الزوج والذي كانت فوق مستوى 6.26 مباشرة.