اخبار اقتصادية

الدولار الأمريكي.. هل تحييه الانتخابات الأمريكية أم تقضي عليه.. ثلاث سيناريوهات مطروحة

الدولار الأمريكي.. هل تحييه الانتخابات الأمريكية أم تقضي عليه.. ثلاث سيناريوهات مطروحة

 

 والآن وبعد أن خلفنا اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية و تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي ورائنا، سيكون تركيز المستثمرين موجه إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وحدها يوم الثلاثاء.  كان تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي الذي صدر يوم الجمعة قد فشل في تغيير توقعات السوق بشان رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر.   فقد سجل تقرير التوظيف ارتفاع بمقدار 161 ألف وظيفة في أكتوبر، وارتفعت القراءة المعدلة لشهر سبتمبر، وانخفض معدل البطالة إلى 4.9% وارتفع متوسط الاجور في الساعة بنسبة 0.4%، وهو معدل اعلى من التوقعات.   ولكن الشيء الهام الوحيد هذا الاسبوع هو من سيكون الرئيس القادم في الولايات المتحدة الأمريكية.   ولن يكون هناك دور للعاوامل الاقتصادية أو قرارات السياسات النقدية، وسيتصدر المشهد الدرما السياسية خاصة في غياب التقارير الاقتصادية الهامة من الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال الاسبوعين الماضيين شهدنا كيفية تداول الاسهم والعملات المحتملة إن أصبح ترامب رئيسًا.   ففي الأول من شهر نوفمبر عندما أفادت استطلاعات الرأي أن ترامب يتقدم على كلينتون بمقدار نقطة واحدة، انخفض مؤشر الدولار بنيسبة 1%، وانخفض البيزو المكسيكي بنسبة 1.75% وارتفع الفرنك السويسري بنسبة 1.4%.  ودفع المستثمرون الدولار الأمريكي للأسفل مقابل كل العملات الاساسية حيث أصبح السباق الرئاسي متقارب كما تقاربت الفجوة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون.  ونلاحظ ان الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY يعتمد في تداوله على استطلاع الرأي الخاص بالانتخابات الامريكية “ريال كلير بوليتكس- 2016” ، ويمكننا ملاحظة ذلك أيضًا مع مؤشر الدولار.   في الثلاث أشهر الاخيرة، أدت شعبية كلينتون إلى ارتفاع قوة الدولار الامريكي، وعندما انخفضت شعبيتها (كما هو الوضع الحالي)، انهار الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY.

 

 وعادة لا تثير الانتخابات الأميركية تقلبات كبيرة في السوق  ولكن المشكلة في عام 2016 هو أنه  المشاركين في السوق لا يعتقدون أن انتصار ترامب أمر واقعي  والآن بعد أن أصبحت الانتخابات قريبة للغاية ، فكل ما يركز عليه المستثمرون السوق هو إنقاذ الأصول الأمريكية والهرع لحماية محافظهم الاستثمارية. وبغض النظر عن معلوماتك السياسية، من الصعب تجاهل حقيقة خوف المستثمرين من أن يكون ترامب رئيسًا.   حيث أن كلاً من سياسته الخارجية، وأفكاره التجارية وخطتة لاصلاح البنك الاحتياطي الفيدرالي  تخيف المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء. وما وراء التأثير الفوري، يشعر المستثمرون بالقلق من تعرض الأسواق لعمليات بيع حادة وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، مما قد يؤدي الى تخلي البنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة في ديسمبر ، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من حدة تراجع الدولار حتى  نهاية العام.

 

ولكن ماذا لو أصبحت هيلاري كلينتون أول سيدة تتقلد منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟  يعتمد رد فعل السوق  على هامش فوزها.  لذلك، دعونا ننظر إلى الـ 3 نتائج المحتملة للانتخابات يوم الثلاثاء:

 

سيناريو #1 – يصبح ترامب رئيسًا وتتقبل كلينتون الهزيمة 

سيكون الأثر الأكبر في السوق من انتصار ترامب وهزيمة كلينتون المقبولة.  في هذا السيناريو، سيكون لدى الولايات المتحدة الأمريكية رئيسًا لم يتم اختبار مهاراته السياسية وليس لديه سياسات معروفة.  في هذه الحالية سيكون أكبر الرابحين هم اليورو EUR و الفرنك السويسريو الين الياباني و أكبر الخاسرين هم الدولار الأمريكي و البيزو المكسيكي.   كما سينخفض الدولار الكندي ولكن قد تهدأ حدة انخفاضه بسبب ضعف الدولار الأمريكي.

 

سيناريو # 2– تصبح كلينتون رئيسًا، ويتقبل ترامب الهزيمة

ستتحقق الراحة الأكبر للمستثمرين الأجانب إن أصبحت كلينتون هي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وتقبّل ترامب الخسارة.  لا تخلو كلينتون من مشاكلها الخاصة (وهي مشاكل كثيرة) ولكن شفافية السياسات  واستمرارية الاستقرار ستدفع  الدولار الأمريكي لتسجيل ارتفاعات حادة. في هذا السيناريو، سيرتفع الدولار الأمريكي والبيزو المكسيكي  مقابل جميع العملات الرئيسية وسيكون أكبر الخاسرين هم الين الياباني، الفرنك السويسري، وإلى حد ما اليورو.  ومع ذلك فإنها ستكون بحاجة للفوز بفارق واسع ومؤكد، وسوف يحتاج ترامب لقبول الهزيمة، وهي ما قال ترامب أنه لن يتقبلها.

 

 سيناريو # 3 – يصبح أيًا من ترامب/ كلينتون رئيسًا بفارق ضئيل.  وأن يرفض الخاسر قبول الهزيمة.

السيناريو الثالث هو الأكثر احتمالاً.  إذا أصبح ترامب أو كلينتون رئيسًا  بهامش ضيق جدا ورفض الخاسر  قبول الهزيمة، فإن التوترات المستمرة ستكون سلبية للغاية على الدولار الأمريكي، وخاصة في ساعات ما بعد الانتخابات. على أساس النسبة المئوية، سيكون التقلب أكبر  في سوق الأصول المالية (العملات والأسهم والسلع)إن تحقق السيناريو 1 و 2.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى