كان ارتفاع معدلات الثقة في قطاع التصنيع في آسيا بمثابة تأكيد على أن الاقتصاد الصيني قد بلغ نقطة الحضيض وبدأ يتجه قدمًا في الاتجاه الصحيح. بيد أن الأخبار لم تكن بكافية لإخراج السوق خارج نمطه التداولي التائه، وجاء ذلك مدفوعًا بمخاوف بشأن المنحدر المالي الأمريكي والمخاوف بشأن دول أطراف الاتحاد الأوروبي. وفي الحقيقة، هبط الدولار الأسترالي بشكل طفيف على خلفية أرقام مؤشر مديري المشتريات الرسمية الصينية، وذلك قبل أن يؤكد رقم الـ HSBC حدوث التحول في معدلات الثقة، الأمر الذي أعان الدولار الأسترالي على الوقوف على قدميه من جديد.
أخبار جيدة من الصين
سجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي من الصين قراءة 50.2، وبشكل يتماشى تمامًا مع توقعات السوق. بيد أن هذا لم يمنع زوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD من الهبوط بنحو 25 نقطة بعدها بفترة قصيرة. ومع ذلك، فقد أدى رقم JSBC إلى تحول في الزوج، ليسجل قراءة أعلى من الشهر السابق (47.9) وأعلى من التوقعات (49.1) حيث سجل قراءة قدرها 49.5. وربما يكون الجانب الأكثر تشجيعًا لكلا التقريرين ليس كونهما يتخذان نفس الاتجاه إلى الأعلى فحسب، بل وكذلك اتجاه المؤشر الفرعي للأوامر الجديدة لـ HSBC إلى حيز التمدد لأول مرة منذ هذا الوقت من العام الماضي. ويدلنا الارتفاع في الأوامر الجديدة على أن محاولات بكين لحفز الاقتصاد المحلي قد باتت تؤتي ثمارها في الاقتصاد الحقيقي.
وإجمالاً، وفيما جاءت البيانات الصينية إيجابية بالنسبة لمعدلات ثقة المستثمرين، تسلط البيانات غير الرسمية الضوء على الضغوط التي تواجه قطاع الصادرات الصيني. ويأتي رقم الـ HSBC موجهًا لشركات الصناعة الصينية الصغيرة التي يقوم نشاطها على التصدير. ومن ثم، سيكون أحد المؤشرات الجيدة للنقلة المتوقعة للصين هو بيانات الصادرات الخاصة بالأسبوع المقبل. فإذا شهدنا قراءة أخرى على غرار القراءة السابقة – فإننا نعتقد أنها ستكون أقل بشكل طفيف عند مستوى 9.3% مقابل 9.9% في السابق – ثم ستؤكد اعتقادنا بأن الصين في الطريق الصحيح نحو قفزة للنمو في الربع الرابع.
الثقة تهبط للحضيض في قطاع التصنيع الأسترالي
وفي أنباء أخرى، جاء المؤشر التصنيعي الأسترالي ليسلط الضوء على معدلات الثقة السلبية التي تهيمن على قطاع الأعمال في أنحاء البلاد. وفيما سجل المؤشر قراءة أعلى من الشهر السابق عند 45.2، إلا أنها لا تزال خارج حيز الاتساع. وفي الواقع، فإن الرقم جاء أسوأ من أرقام معظم أجزاء القارة الأوروبية.
الحركة السعرية
كان مزيج الأنباء السارة والسيئة قد حافظ على نطاق الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD محصورًا خلال الجلسة. ومع ذلك، فثمة بعض الحركة السعرية المثيرة للاهتمام في الزوج دولار أمريكي/ين ياباني USD/JPY، حيث أنفق المتاجرون معظم وقت الجلسة في التخلص من الين الياباني لصالح الدولار الأمريكي. ومن ثم، اندفع الزوج إلى الأعلى مع اطراد الجلسة مخترقًا مستوى 80.00 بسهولة.
وبالتطلع قدمًا، نجد أنه يوم هادئ نسبيًا بالنسبة لأوروبا، حيث اليوم يوم عطلة في الأسواق الفرنسية والإيطالية. ولكن بيانات مؤشر مديري المشتريات من المملكة المتحدة ستجعل المستثمرين في حالة من التحفز، وذلك قبل أن يتحول الاهتمام إلى تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي ومعدلات الشكاوى من البطالة الأمريكية.