شهدت اسواق العملات بعضًا من الراحة، حيث ارتفع اليورو/ دولار أمريكي بعد ما جاء من اخبار بأن قبرص ومنطقة اليورو قد توصلا الى اتفاق لحل الازمة المصرفية في البلاد، الا ان هذا الارتفاع قد توقف قبل ان يصل الى مستوى 1.3050 حيث ظلت حالة الحذر سائدة بين تجار اليورو بسبب مخاوفهم من العواقب التي قد تنتج عن هذا الاتفاق.
اتفقت قبرص مع سلطات الاتحاد الاوروبي على حماية الموعدين في البنوك الذين تقل حساباتهم عن الـ 100 ألف يورو، ولكن ستكون هناك مقتطعات غير معلومة من المودعين الذين تزيد ايداعاتهم عن الـ 100 الف، ويقدر بعض الخبراء أن هذه المقتطعات قد تصل الى 40% من القيمة الأسمية من ايداعاتهم. وطالبت هذه الاتفاقية أيضًا بإغلاق فعّال بنك “لايكي”، بحيث يتم تحويل الايداعات التي تقل عن الـ 100 الف يورو الى بنك قبرص.
وقد تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة مالية قدرها 10 مليار يورو تقريبا للنظام المصرفي في قبرص، وطالما يوافق البرلمان القبرصي على حزمة المساعدات المقدمة، فسوف تبدأ قبرص في الحصول على هذه الأموال بحلول شهر مايو. ولا تتطلب هذه الاتفاقية تصويت جديد من البرلمان القبرصي، الامر الذي يلغي المخاطر السياسة كتلك التي أفشلتها محاولة إقرار خطة الإنقاذ الاولى الاسبوع الماضي.
ومع توصل قبرص الى حل، يبدو ان الاتحاد الاوروبي يهرب من ىخر رصاصة وجهت اليه وسط انحسار المخاوف بان يكون هناك مزيد من العدوى الى الدول الأخرى في المنطقة، إلا أن احداث الاسبوع الماضي سوف تكون لتسليط الضوء على الاختلال الوظيفي الذي تفسى في الانظمة المصرفية في منطقة اليورو، الامر الذي يزيد يؤكد على موجود المزيد من الحاجة لإنشاء اتحاد مصرفي في المنطقة. وقد اثر هذه النقطة رئيس الاتحاد الاوروبي الجديد “Jeroen Dijsselbloem” في المؤتمر الصحفي الاخير له.
ظل اليورو/ دولار مرنا خلال الاسبوعا لماضي حيث حافظ على تداوله فوق مستوى 1.3000 في منتصف الجلسة الاوروبية حيث حاول ملأ الفجوة السعرية التي احدثها من الافتتاح الذي صاحبه حالة من الذعر منذ اسبوع مضى. وجد هذا الزوج دعم عند مستوى 1.2850 ومن المحتمل ان يستمر وقد يمتد في ارتفاعه خلال هذا الاسبوع، ولكن إذا ما ابتعد التركيز عن قبرص، فقد يعود تركيز السوق الى الاساسيات المتدهورة في منطقة اليورو.
تدل النتائج المخيبة للىمال التي جاءت الاسبوع الماضي من مؤشرات ميري المشتريات من ألمانيا وفرنسا على ان منطقة اليورو قد تشهد انكماشًا للربع السنوي السادي على التوالي. وخلال هذا الاسبوع، لا توجد الكثير من الاخبار الاقتصادية الهامة، الا ان المؤشراتا لاخيرة عن ثقة المستهلك الألماني وتقارير مبيعات التجزئة قد تقدم المزيد من الإشارات الى السوق حول حالة الطلب في اكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
في الوقت ذاته، وخلال الجلسة الامريكية اليوم، من المتوقع ان تكون هناك ردود افعال ايجابية في السوق لحل ازمة قبرص، وقد يحصل اليورو/ دولار علىا لمزيد من الارتفاع تجاه مستوى 1.300 ليملأ الفجوة السعرية التي ظلت مفتوحة لما يزيد عن اسبوع.