استمرت معدلات الرغبة في المخاطرة في أسواق العملات في الارتفاع بسبب انحسار المخاوف بشأن الصراع الروسي/ الأوكراني وركز التجار على البيانات الاقتصادية الافضل من التوقعات التي صدرت من أستراليا وبريطانيا ومنطقة اليورو.
بقي الوضع متوترا في القرم، مع ما جاءت به أحدث تقارير وكالة انترفاكس بأن القوات الروسية صادرت اثنين من وحدات الدفاع الصاروخي الأوكرانية، ولكن سادت حالة من التشوش في أسواق العملات بسبب هذه الأحداث لأن احتمال المزيد من الزحف العسكري في أوكرانيا بدا أقل بعد تصريحات فلاديمير بوتين يوم أمس التي أكد فيها بأن روسيا لا تريد ضم شبه جزيرة القرم أو الأجزاء الشرقية من أوكرانيا ، وقد اقتنع التجار بأن الوضع لا يزال محدودًا في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من ان أغلب العملات الاساسية ظلت فاترة نسبيًا في الجلسة الآسيوية وبداية الجلسة الأوروبية، ارتفعت أزواج الين الياباني، وارتفع الدولار الامريكي/ الين ياباني نفسه إلى أعلى مستوى له عند 102.33 مع منتصف الجلسة الصباحية في لندن.
وكانت البيانات الاقتصادية صباح اليوم جيدة للغاية حيث سجل الناتج المحلي الاجمالي الاسترالي قراءة تفوق التوقعات مسجلا مستوى 0.8% مقابل التوقعات بقراءة 0.7%. وكانت هذه النتائج قوية وساهم فيها بشكل أساسي معدلات الصادرات ونفقات المستهلكين. وكان قطاع التعدين قد ارتفع بنسبة 1.2% بينما ارتفع القطاع العقاري بنسبة 4.2% خلال الفترة السابقة. وبشكل عام، سوف تساعد البيانات الاقتصادية الأسترالية على بقاء موقف البنك الاحتياطي الاسترالي بدون تغيير، ومن المتوقع أن يبقى الدولار الاسترالي مدعوما عند هذه المستويات. وقد ارتفع هذا الزوج في البداية إلى مستوى 0.8999 بسبب هذه الأخبار ووجد عروض بيع عند مستوى 0.9000 وتراجع من هناك حيث لا يزال هذا المستوى يعمل كمقاومة قوية.
في بريطانيا، جاء مؤشر مديري المشتريات البريطاني بقطاع الخدمات بقراءة 58.2 مقابل التوقعات بقراءة 58.0. وكانت هذه القراءة أقل قليلا من قراءة الشهر السابق عند مستوى 58.3 كما أنها كانت القراءة الأدنى منذ يونيو 2013، ولكنها لا تزال في المنطقة التوسعية فوق مستوى الـ 50. ويدل مؤشر مديري المشتريات على ان الاقتصاد البريطاني على وشك النمو بنسبة 0.7% خلال الربع الاول من هذا العام، حيث لا يزال من أحد أفضل الاقتصاديات اداءًا بين دول المجموعة العشرة. وقد ارتفع الباوند إلى أعلى مستوياته عند 1.6692، ولكنه فشل في تجاوز مستوى 1.6700 في الوقت الحالي.
وفي أوروبا، جاءت مبيعات التجزئة بنتيجة صعودية مفاجئة أيضًا والذي ارتفع بنسبة 1.6% مقابل التوقعات بنسبة 0.9%، ولكن فشلت هذه الأخبار في تحريك اليورو/ دولار أمريكي حيث ظل هذا الزوج محصورًا بين 1.3700-1.3750. وتركز كل الاعين الآن على اجتماع البنك المركزي الاوروبي يوم غد. وعلى الرغم من أن البيانات الاقتصادية المرضية نسبيا التي صدرت في الآونة الأخيرة قد أظهرت استمرار معدلات قوة الاقتصاد الألماني والتحسن في النشاط الاقتصادي في أسبانيا، إلا أن احتمالية اتخاذ البنك المركزي الأوروبي أي إجراء لتسهيل السياسة النقدية لا يزال بعيدًا.
وبشكل عام، تستمر البيانات الاقتصادية اليوم في إظهار أنه على الرغم من سوء الأحوال الجوية والصراعات الجيوسياسية، إلا أن معدل النمو الاقتصادي العالمي لا يزال قويًا ومستقرًا. وإن جاءت البيانات الامريكية اليوم والتي تتضمن مؤشر التوظيف بالقطاع الخاص ومؤشر ISM بقطاع الخدمات بقراءة متوافقة مع التوقعات، فسوف يكون هذا تأكيد إضافي على هذه النظرية ومن المحتمل أن يساعد هذا على دفع الأصول ذات المخاطر العالية إلى الاعلى مع تجاوز الدولار الامريكي/ الين الياباني مستوى 102.50 ليرفع بقية ازواج الين الياباني التقاطعية الأخرى معه للأعلى.