تجاوز اليورو مستوى 1.3850 في الجلسة الأوروبية اليوم بع ان سجل مؤشر مديري المشتريات (PMI) من منطقة اليورو قراءة افضل من التوقعات، مما قلل من المخاوف من أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) سوف بفرض سياسة نقدية أكثر تكيفا لتحفيز معدل النمو الاقتصادي في المنطقة. جاءت مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو بقراءة 53.3 مقابل التوقعات بقراءة 53.0 بالقطاع الصناعي وقراءة 53.1 مقابل التوقعات بقراءة 52.7 في قطاع الخدمات. كانت هذه الارتفاات بقيادة نتائج المؤشرات الألمانية والتي جاءت أفضل من التوقعات.
في ألمانيا، ارتفع مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات الى 55 مقابل التوقعات بقراءة 53.5، وارتفع مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي الى 54.2 مقابل التوقعات بقراءة 53.9. كانت هذه النتائج أفضل من التوقعات بشكل ملحوظ، وكانت جيدة بشكل كافي في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة. وكانت البقعة المظلمة في هذه البيانات هي تلك البيانات التي جاءت من فرنسا والتي أظهرت أن مؤشر مديري المشتريات (PMI) قد تراجع الى 50.9 و 50.3 على التوالي، ولكن حتى مؤشر مديري المشتريات (PMI) الفرنسي ظل فوق مستوى الـ 50 والذي يمثل الحد الفاصل بين الانكماش والازدهار مما يدل على ان اقتصاد منطقة اليورو مستمر في التوسع.
وفي ظل القراءة الافضل من التوقعات بشكل عام من مؤشر مديري المشتريات، لم يعدهناك سبب قوي لدى البنك المركزي الأوروبي (ECB) لاتخاذ إجراء الآن، ومن المحتمل ان يبقى البنك المركزي على موقف السياسة النقدية في الوقت الحالي على الرغم من استمرار الضغوط الركودية. ويتزيد قلق المسؤولين في منطقة اليورو بشأن قوة اليورو ، حيث يشعرون بأن لهذا ضغط هبوطي على الأسعار وأنه قد يحد من معدل نمو الصادرات . والحقيقة ان هناك تأثير سلبي بسيط على اقتصاد منطقة اليورو من قوة العملة الأوروبية، ويصم كل صناع السياسة النقدية آذانهم لذلك، حيث تستمر طلبات الشراء على اليورو في السوق وتدفعه للأعلى. وقد تجاوز هذا الزوج مستوى 1.3850 وقد يتجه الى 1.3900ححيث تستمر صفقات الشراء في الضغط على صفقات البيع.
وفي الوقت ذاته في استراليا لم تكن الأخبار جيدة، حيث انضخم مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الاسترالي الى 0.6% مقابل التوقعات بقراءة 0.8%. وكانت هذه المفاجأة السلبية قد دفعت بالدولار الاسترالي الى الاسفل، حيث تسببت هذه البيانات في إزاحة توقعات التجار بتضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA). ولا شك بأن تراجع الضغوط التضخمية في استراليا يعود بشكل كبير الى قوة العملة الأسترالية، وسيؤدي هذا الى إبقاء البنك الاسترالي بالسياسة النقدية له كما هي بدون تغيير. وفي ظل انخفاض التضخم واستقرار معدل النمو، منا لمحتمل ان يبقى البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) على سياسته النقدية بدون تغيير، مما سيجعل الدولار الأمريكي USD داخل نطاق تداول محدد بين 0.9200- 0.9400 في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من ان أوكرانيا لم يكن لها تأثيير خلال الاسابيع القليلة الماضية، إلا أن تعليقات وزير الخارجية الروسي لأن روسيا سيكون لها رد فعل تجاه محاربة مصالحها في أوكرانيا قد أدت الى تقلب حركة السوق في آخر الجلسة الاوروبية مما دفع الدولار/ ين ياباني للاسفل. وقد تزايدت التوترات في أوكرانيا وتصاعد العنف هناك خلال الاسبوع الماضي، كما فشلت الجهود الرامية لحل النزاع بين الطرفين، الأمر الذي يمهد الطريق لمواجهة قد تكون أكثر خطورة في المستقبل القريب. في الوقت الحالي، لا يعني السوق بهذا، حيث لا يعتقد اغلب التجار أن روسيا سوف تبدأ غزو كامل على شرق أوكرانيا، ولكن إن حدث مثل هذا السيناريو فمن المحتمل ارتفاع معدلات كره المخاطر وقد يعود الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY لاختبار ادنى المستويات الأخيرة عند 101.50