كان التداول نشط للغاية اليوم في سوق الفوركس مع الاعلان عن العديد من البيانات الاقتصادية التي تؤثر على عملات المجموعة العشرة. في الجلسة الآسيوية، رفع البنك الاحتياطي النيوزلندي سعر الفائدة كما كان متوقعا بمقدار 25 نقطة اساس لتصل الى 3.50%، ولكن في الوقت ذاته قال البنك أنه سيوقف اي تضييق إضافي في السياسة النقدية في الوقت الحالي.
وفي بيان مختصر قال البنك الاحتياطي النيوزلندي ان الدولار النيوزلندي NZD لم يكن قابل للاستمرار عند هذه المستويات- وهي اللغة التي فسرها بعض المشاركين في السوق كتهديد محتمل بأن البنك المركزي قد يتدخل أخيرا في السوق إن لم يتراجع الدولار النيوزلندي NZD عن مستوياته الحالية. كما قال البنك الاحتياطي النيوزلندي أيضًا ان الضغوط التضخمية تراجعت مع انكماش معدل نمو الأجور وتباطؤ تضخم أسعار المنازل.
وكان بيان البنك الاحتياطي النيوزلندي يميل الى التوقف عن تضييق السياسة النقدية بشكل عام بقدر الإمكان وكان يميل بشكل واضح الى دفع سعر صرف زوج العملة الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD الى الاسفل على الرغم من رفع سعر الفائة. ويعتبر السؤال الأساسي المطروح الآن هو إذا سيؤدي هذا الى إيقاف دورة تضييق السياسة النقدية أم أن هذا إيقاف مؤقت لها. وفي كلا الحالتين فإن المفهوم السائد في السوق هو ان البنك الاحتياطي النيوزلندي لن يتخذ قرار بتغيير سعر الفائدة حتى مارس 2015 ومن المحتمل ان يضع هذا بعض الضغط الهبوطي على العملة النيوزلندية حيث تبدأ التدفقات المالية المعتمدة على المضاربات في الخروج من السوق.
انخفض الدولار النيوزلندي في اعقاب بيان السياسة النقدية اليوم الى ما دون مستوى 0.8600 ولكنه استقر تحت هذا المستوى. خلال الايام العديدة القادمة من المحتمل ان يختبر هذا الزوج مستوى الدعم الاساسي 0.8500.
وفي الجلسة الاوروبية اليوم تم الاعلان عن مؤشرات مديري المشتريات والتي جاءت بنتائج متضاربة، حيث جاء المؤشر الفرنسي بالقطاع الصناعي بنتيجة مخيبة للآمال مرة اخرى عند مستوى 47.6 مقابل التوقعات بقراءة 48.5 . ومن ناحية اخرى جاء مؤشر قطاع الخدمات بقراءة صعودية مفاجئة عند 5040 مقابل التوقعات بقراءة 48.90. في ألمانيا جاء كلا من مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي وقطاع الخدمات بنتائج افضل من التوقعات حيث ارتفع مؤشر قطاع الخدمات الى مستوى 54.4 مقابل التوقعات بقراءة 52.7، وقد يكون جزء من هذا الارتفاع يعود الى الاهتمام بكأس العالم والذي ساعد بلا شك في تعزيز مبيعات التجزئة هذا الشهر.
وقد ساعدت القوة المفاجئة لمؤشر مديري المشتريات والتي لم تتأثر بالتوترات الجيوسياسية، على دعم اليورو والذي ارتفع فوق مستوى 1.3450 ليصل الى اعلى مستوى له عند 1.3480. لا يزال هذا الزوج في اتجاه هبوطي قوي ولكن قد يصل الى قاع سعري هذا الاسبوع خاصة إن جاء تقرير IFO يوم غد بقراءة غير مخيبة للآمال وحينها سيكون هناك ارتفاع ناتج عن عمليات البيع على المكشوف ليرتفع الى ما فوق مستوى 1.3500.
وأخيرا في بريطانيا جاء تقرير مبيعات التجزئة البريطاني بقراءة دون التوقعات عند 0.1% مقابل التوقعات بنسبة 0.2% مع انخفاض كبير في مبيعات الملابس. وعلى الرغم من تقلب هذا التقرير بتأثير محتمل من كأس العالم، إلا أن بيانات الاستهلاك تُظهِر تراجع معدلات الطلب وبالتالي تعتبر هذه حجة أخرى لدى البنك البريطاني للبقاء متكيفا في الوقت الحالي.
انخفض الباوند البريطاني بعد هذه الاخبار ولكنه لا يزال فوق مستوى 1.7000 على الرغم من انه قد يختبر هذا المستوى في جلسة التداول الأمريكية. لا توجد بيانات أمريكية اليوم سوى معدلات الشكاوى من البطالة الاسبوعية وتقرير مبيعات المنازل الجديدة، وإن جاءت هذه البيانات بنتائج صعودية مفاجئة فقد يقدم هذا بعض الدعم لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY والذي يتماسك في الوقت الحالي حول مستوى 101.50 وقد يندفع تجاه مستوى 102.00 إن استمرت البيانات الامريكية في إظهار زخم ايجابي.