البنك المركزي الأوروبي (ECB) يرغب في أن ينخفض اليورو
يرغب البنك المركزي الأوروبي في ان ينخفض اليورو وهذا ما فعله اليورو بالفعل بعد اعلان السياسة النقدية يوم امس. كان رجال الاقتصاد يتوقعون استمرار مشترياتالاصول لمدة 6 اشهر اخرى بعد آخر يوم له، وبدلاً من ذلك قام البنك بتمديدهابمقدار 9 أشهر من مارس الى ديسمبر. وانخفضت المبلغ المخصص لشراء السندات شهريا بين ابريل وديسمبر الى 60 مليار يوروبدلا من 80ممليار يورو وهو ما يبدو من الوهلة الاولى وكأن البنك المركزي الأوروبي (ECB) يُبطِأ من مشتريات السندات ولكن شراء السندات لمدة 6 أشهر بمقدار 80 مليار يورو تساوي 480 مليار يورو، بينما يساوي الشراء لمدة 9 اشهر بمبلغ 60ممليار إجمالي 540 مليار يورو. وكان سوء اتفسير هو ما ادى الى ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في البداية قبل ان ينخفض بعد قرار سعر الفائدة. وفي المجمل، بعتبر برنامج الشراء هذا اكبر من توقعات المستثمرين، وفوق ذلك كان دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) يميل بشكل اكبر الى السياسة النقدية الميسرة. فقد قضى وقت كبير من مؤتمره الصحفي في الحديث حول احتمالية المزيد من التحفيز الاقتصادي، والمخاطر الهبوطية التي تواجه الاقتصاد وأشار إلى أنه لن يكون هناك تقليص في مشتريات الاصول قريبا.
وما أصاب اليورو في مقتل كان حقيقة ان دراجي استبعد تمامًا فكرة تفكيك برنامج التسهيل الكمي من خلال تقليص شراء الأصول. ومن الواضح ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) لا يرغب في الإضرار بالتعافي الهش باتخاذ اي خطوات قد تعكس الاتجاه الصعودي في معدل النمو والتضخم. وكانت عمليات بيع اليورو المكثفة في الفترة بين سبتمبر وديسمبر عامل اساس في تعافي منطقة اليورو. واعترف ماريو دراجي بالتحسنات الاقتصادية ، حتى انه قد رفع من توقعات البنك المركزي الأوروبي (ECB) الخاصة بالناتج المحلي الاجمالي لعام 2017 ولكنه أوضح أن إجراءات يوم امس قد تضمنت سعي البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى الحفاظ على التحفيز الاقتصادي من اجل رفع التضخم. ولا يزال مؤشر أسعار المستهلك (CPI) منخفض بدرجة كبيرة واعتمادًا على توقعات البنك المركزي فإه من المتوقع تسارع معدل النمو الى 1.3% في 2017 و 1.05% في 2018. ولا نتوقع ان يعود مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الى مستواه المستهدف قبل 2020 وتوضح الزيادة السنوية المعتدلة في ضغوط الاسعار التضخمية سبب شعور البنك المركزي الأوروبي (ECB) بأن السياسة النقدية بحاجة الى البقاء على وضعها الميسر الحالي. وفي آخر قرار لاسعار الفائدة هذا العام، كان السوق يأمل تمديد التسهيل الكمي لمدة 6 أشعر، وإلى تعليقات تميل الى تضييق السياسة النقدية من ماريو دراجيوأي تقليص محتمل في مشتريات السندات- ولكنهم لم يحصلوا على أيًا من ذلك من البنك المركزي الأوروبي (ECB). وبدلا من التأكيد على قاع سعري لليورو / دولار، تمكن دراجي من تكوين قمة سعرية لهذا الزوج. ةنتوقع استمرار ضف اليورو وخاصة مقابل الاسترليني والفرنك السويسري والدولار الكندي.