البنك الكندي يحذف كلمة “الحذر” من بيان السياسة النقدية
سجل الدولار الكندي اعلى مستوى له في يوم واحد خلال شهرين وذلك بعد بيان البنك الكندي الذي جاء بلهجة تميل الى تضييق السياسة النقدية وذلك بدرجة اكبر من التوقعات. وقد تراجعت حدة المخاوف لدى مشرعي السياسة النقدية فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية الخاصة بالاقتصاد. وبهذا فقد قاموا بحذف كلمة “الحذر” و “على مدار الوقت” من البيان النصاحب لقرار السياسة النقدية، وهي إشارة فسرها السوق على أنها داعمة لرفع سعر الفائدة علىا لمدى القريب. وارتفعت المراهنات على رفع سعر الفائدة في شهر يوليو إلى 65% بعد الاعلان عن هذا البيان، مقابل ما كانت عليه عند 50% قبل هذا البيان. وفي رأينا الشخصي، قد يكون من السابق لأوانه أن يصاحب حذف كلمة “الحذر” في اجتماع مايو بـتعبير “رفع سعر الفائدة قريباً”. ومن المتوقع ان تكون البيانات الاقتصادية الصادرة من بين الاجتماعات أساسية وهامة.
وفي ختام بيان السياسة النقدية، قال البنك الكندي أن “التطورات منذ شهر أبريل تعزز من وجهة نظر البنك المركزي بأن أسعار الفائدة المرتفعة ستضمن الحفاظ علىا لتضخم بالقرب من المستوىا لمستهدف له”. ومع حذف كلمة “مع مرور الوقت”، يتوقع السوق أن يكون هناك رفع قريب في سعر الفائدة. في الوقت ذاته، أكد البنك المركزي على أنه “سيطبق طريقة تدريجية في تعديلات السياسة النقدية، وسيكون دليل هذه الطريقة هو البيانات الاقتصادية القادمة”، وسوف يستمر في “تقييم حساسية الاقتصاد لتحركات أسعار الفائدة وتطور القدرات الاقتصادية”. ومع ذلك ، فقد حذف الإشارة إلى أن الأعضاء “سيظلون حذرين فيما يتعلق بتعديلات السياسة المستقبلية ، مسترشدين بالبيانات الاقتصادية الواردة”. ويتم تفسير هذا على أنه تغيير إلى تضييق السياسة النقدية.
ويدعم ثقة البنك البنك المركزي الكندي التطورات الاقتصادية الأخيرة في كندا و الولايات المتحدة الامريكية. وقال البنك ان “التضخم قد يكون أعلى قليلاً في المستقبل القريب بالقمرانة مع التوقعات في شهر أبريل” ويقوده لهذا الارتفاع “الارتفاعات في أسعار البنزين”. وأكد البنك المركزي على أنه “سيراقب تأثير التقلبات في أسعار البنزين”. علاوة على ذلك، أقرّ الاعضاء بأن “النشاط الاقتصادي في الربع الاول من العام يبدو أقوى قليلاً من التوقعات” ويتوقع اعضاء البنك أن “يدعم معدل نمو دخل العمل القوي من التوقعات بأن نشاط القطاع العقاري سوف برتفع وأن الاستهلاك سوف يستمر في المساهمة بدرجة كبيرة في نمو الاقتصاد خلال 2018”.
ولا يزال البنك الكندي على ثقة بشأنا لتوقعات المستقبلية الخاصة بالولايات المتحدة الامريكية ، حيث قال أن “البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير الى وجود بعض التحسن الايجابي في التوقعات المستقبلية الخاصة بالاقتصاد الامريكي” . كما قال البنك ان التوتراتا لمستمرة بشأن السياساتا لتجارية تقلص من الاتثمارات التجارية العالمية وتضغط على تطور بعض اقتصاديات الاسواق الناشئة. وقد ارتفعت أسعار النفط بمعدل أكبر من المفترض له في شهر أبريل، ويعكس هذا جزئيًا التطورات الجيوسياسية.
وتعتبر اللهجة العامة لهذا البيان أكثر ثقة من لهجة بيان شهر ابريل. ومن الجدير بالملاحظة أن البنك المركزي الكنديليس لديه سجل حافل بتقديم “إرشادات مستقبلية” بالمقارنة مع البنك الاحتياطي الفيدرالي. . وكان البنك المركزي الكندي في أكتوبر 2017 قد عبر عن مخاوفه الكبيرة بشأن المخاطر الهبوطية التي تواجه التضخم وأشار إلى انه سيكون أكثر “حذرًا” بشأن قرارات رفع أسعار الفائدة في المستقبل