اخبار اقتصادية

البنك الفيدرالي يفاجئ السوق بعدم تقليص مشتريات الاصول وضعف عام للدولار الامريكي

 

قرر البنك الفيدرالي يوم أمس أن يتخذ الجانب الآمن عندما قرر الحفاظ على برنامج مشتريات الاصول بدون تغيير. كان هذا القرار مفاجئا تمامًا للسوق، حيث لم يكن هناك سوى أقلية صغيرة من الاقتصاديين الذين توقعوا ان يؤجل البنك الفيدرالي قرار تقليص مشتريات الاصول. وعندما تم الاعلان عن هذا القرار، ارتفعت الاسهم الى مستويات قياسية، وارتفعت اسعار الذهب، وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية وانخفض الدولار الامريكي الى ادنى مستوياته خلال عدة اشهر مقابل العديد من العملات الاساسية.  ويدل تفاقم رد فعل السوق أن هذا الاعلان لم يكن متوقعًا على الإطلاق وكيف أن اغلب الصفقات في السوق كانت لصالح الطريق الآخر. تعرض الدولار الامريكي على عمليات بيع مكثفة ونعتقد أن قرار البنك الفيدرالي قد أطلق شرارة موجة جديدة من الرغبة في المخاطرة، مما قد يعني المزيد من الخسائر للعملة الامريكية. وفي هذه المرحلة، توجد فرصة جيدة جدا بأن بيرنانكي قد يترك قرار تقليص مشتريات الاصول الى خليفته القادم. وفي الحقيقة، طالما ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قرر التنحي، فإن هذا سيكون معناه وجود شكوك في السوق بأن “جانيت يلين” كان له دور كبير في هذا القرار.

وكانت الحجة وراء الإبقاء على مشتريات الاصول بدون تغيير هي المعدل المستهدف من البنك الفيدرالي للبطالة عند 7% والذي الن عنه بيرنانكي في يونيو، ولكن اليوم يبدو ان بيرنانكي قد تراجع  عن هذا الهدف، واختار ان يقول بدلا من هذا انه لا يوجد “رقم سحري” عندما يتعلق الامر بمعدل البطالة. كما انه اعترف أن معدل البطالة قد لا يكون مؤشر دقيق لاوضاع سوق العمل وان البنك المركزي يرغب في رؤية تحين عام في سوق العمل. وبإخبار الجميع أنه يشعر بالقلق حيال تباطؤ معدل نمو التوظيف، يكون البنك المركزي قد غير من حديثه من ان البنك الفيدرالي  عليه أن يقلص من مشتريات الاصول  قبل نهاية الهام ليصبح حديث عن احتمالية عدم تغيير البرنامج حتى عام 2014. وبعد ان حاصر البنك المركزي نفسه بهذا الشكل وقاد السوق بطريقة غير مناسبة، نجد أن بيرنانكي لا يزال يتعلم من اخطائه. وقد تؤدي اي محاولات غير واضحة الى إحداث نوع من الارتباط إن لم تكن مؤكدة بنسبة 100%.

كان رد فعل سوق السندات لتعليقات بيرنانكي يوم امس بشان تقليص مشتريات الاصول في يوليو يشوبه الخوف من ان يعود البنك الاحتياطي الفيدرالي الى قوقعته وأن يخشى الفيدرالي من أنه إن قلص مشتريات الاصول فإن هذا قد يؤدي لمزيد من الضيق في اوضاع الاسواق المالية، وهو ما قد لا يتمكن الاقتصاد من التعامل معه في ظل القيود المالية على معدل النمو. وبدلا من هذا، فضّل البنك الاحتياطي الفيدرالي انتظار دليل إضافي على تقدم الاقتصاد الامريكي قبل تعديل معدل مشتريات الاصول. وهناك عدد من التغييرات في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وخلاصة هذه التغييرات ان النظرة العامة من اللجنة الى الاقتصاد الامريكي قد تدهورت قليلا بالمقارنة مع شهر يوليو. وفي هذا الإطار، قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي تقليل توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي لعامي 2013 و 2014 بينما قلل البنك من توقعاته الخاصة بمعدل البطالة بمقدار بسيط.

وبالإبقاء على السياسة النقدية بدون تغيير يوم امس، يخبر البنك المركزي السوق بهذا أنه يشعر بالقلق إزاء التعافي الاقتصادي الأمريكي، وبينما أن تقليص مشتريات الاصول أمر حتمي إلا أن هذه المخاوف سوف تؤجل من هذا الإجراء. ونعتقد ان تكون هذه التعديلات في بيان اللجنة يوم امس سبب في دفع الدولار الأمريكي لمزيد من الضعف. وكان اليورو/ دولار أمريكي والباوند/ دولار أمريكي قد اخترقا مستويات مقاومة هامة ومتوقع ارتفاع كلا الزوجين بنسبة 1.5% إلى 3%. وبينما كانت خسائر الدولار الامريكي/ الين الياباني أكثر اعتدالا، إلا أنه يوجد مجال لاتجاهه الى مستوى 96 على المدى القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى