افترض السوق ان بيرنانكي والبنك الفيدرالي قد يكون أكثر صبرا فيما يتعلق بتقديمه للسيولة. ولكن هذا ليس صحيح، ويبدو أنهم قد يرغبون في استرداد هذه السيولة في وقت قريب. ومن المرجح ان يقوم البنك الفيدرالي بتغيير اسعار الفائدة في اي وقت قريب، الا انهم يفترضون ان البيانات الاقتصادية تستمر في التحسن، ويتطلعون الى تقليص برنامج مشاريات الاصول بمقدار 85 مليار دولار في وقت لاحق من هذا العام. وقد نتج عن الرسالة الواضحة التي ارسلها البنك الفيدرالي هذا الاسبوع ارتفاع حاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوى خلال 21 شهر.
وقد قالت اللجنة الفيدرالية أن المخاطر الهبوطية التي تواجه النظرة المستقبلية للاقتصاد الامريكي وخاصة سوق العمل الامريكي قد خفت حدتها خلال الثماني أشهر الأخيرة. وقال بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي أنه إن استمرت البيانات الاقتصادية في الصدور بشكل يتوافق مع توقعاتنا الحالية الخاصة بالاقتصاد الامريكي فسوف يستمر البنك الفيدرالي في تقليل معدلات مشتريات الاصول بخطوات قياسية خلال النصف الاول من العام القادم، بحيث ينتهي برنامج مشتريات الاصول تماما في منتصف العام. وتتوقع نسبة في السوق أن أول قطع في برنامج مشتريات الاصول قد يكون بمقدار 85 دولار في سبتمبر. الا ان التقييم الحالي الخاص ببرنامج مشتريات الاصول يشير الى انه سيكون هناك جديد في احتماع البنك الفيدرالي القادم في نهاية يوليو. وهذا طبعا مع افتراض ان بيانات سوق العمل الامريكي لا تتدهور وان التوقعات الخاصة بالتضخم تقترب من مستوياتها الجديدة.
ويتمثل رد فعل السوق بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية في السوق المفتوحة في تراجع معدل السيولة وارتفاع معدلات الرغبة في المخاكرة في اسواق الدخل الثابت. هل تتقلص قوة الارتفاعات من هنا؟ يعتبر السوق ان عام 2015 هو أول موعد لرفع سعر الفائدة القادم من البنك الفيدرالي. الا ان توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بان يصل معدل التضخم الى 6.5% في العام القادم قد يزيد من احتمالية رفع سعر الفائدة في وقت قبل هذا- هل يكون هذا الموعد 2014؟ سوف تدل النغمة الايجابية المفاجئة هذا الاسبوع من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن المستثمرين قد يتوقعون المزيد من التضييق للسياية النقدية بسبب قوة البيانات الأمريكية. ويبشر هذا السيناريو بالخير لمستقبل الدولار الامريكي. ولكن ماذا إن سجل التقرير التوظيف الأمريكي قراءة قريبة من 300 ألف؟ هل يغير هذا من الامر شيء؟ في الحقيقة ان هذا هو المطلوب ليتراجع معدل البطالة الى ما دون 7%.
في ظل سيطرة البنك الفيدرالي على اتجاه السوق بشكل كبير، فإن البيانات الأفضل من التوقعات من فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو هذا الاسبوع لم يكن لها تأثير كبير، وتم تجاهلها من السوق. وقبل افتتاح الجلسة الامريكية هذا الصباح، كان هناك ارتداد صعودي في البورصات الاوروبية والنفط الخام والمعادن النفيسة. وبشكل عام، لن تلعب العوامل الاساسية دور اليوم في حركة السوق وإنما ستعتمد حركة الاسعار على العوامل الفنية، وقد يقود هذا الى المزيد من عمليات البيع المكثفة المحتملة قبل الدخول في عطلة نهاية الاسبوع.