الاسواق المالية تبالغ في رد فعلها لمحضر اجتماع الللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.. لماذا؟!

نعتقد ان المستثمرين في سوق الفوركس وفي الاسواق المالية بشكل عام قد بالغوا في رد فعلهم تجاه محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. تدل حركة السعر في الاسهم والسندات والسلع على انه لم يكن هناك تغير كبير او شيء جديد من البنك الفيدرالي ولكن تضمن محضر اجتماع البنك الفيدرالي القليل جدا من المفاجآت، ولم يرد أي شيء لا نعرفه بالفعل. ومن المحتمل ان يقوم البنك الفيدرالي بتقليص مشتريات الاصول في الاشهر القادمة اعتمادا على البيانات الافضل من التوقعات وعلى اعتبار ان اجتماعات ديسمبر ويناير ومارس كلها قد تكون فيها فرص للاعلان عن هذا القرار،  كما ان الارشاد المستقبلي الذي اعلن البنك الفيدرالي متوافق تماما مع توقعات السوق. وقد ناقش اعضاء لجنة السياسة النق]ية أيضًا العديد من السيناريوهات التي  يمكن من خلالها البدء بشكل ملائم في تقليص مشتريات الاصول في وقت اقرب مما هو متوقع، ولكن حتى هذا الأمر ليس مفاجئ لأن وظيفتهم هي مناقضة كل الخيارات. وقد شهد البنك الفيدرالي تغيرات قليلة جدا في الاقتصاد الامريكية بالمقارنة مع اجتماع سبتمبر. ويستمر التعافي الاقتصادي في معدل معتدل مع مزيد من التحسن في سوق العمل. ولكن يوجد تباطؤ في التعافي في القطاع العقاري، ولا يزال النمو الاقتصادي محكوما ولا تزال معدلات ثقة المستهلك منخفضة على نحو غير معتاد.  وبينما تضاءلت المخاطر الهبوطية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي إلا أنه لا يزال هناك العديد من المخاطر الهامة.

بمعنى آخر، على الرغم من ان الدولار الامريكي قد ارتفع، وتراجعت الاسهم عن ارتفاعاتها المبكرة لتنهي التداول عند مستويات اقل، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الامريكية لعشر سنوات الى اعلى مستوياتها خلال شهرين،  إلا أنه لم يتغير الكثير. وقبل الاعلان عن محضر الاجتماع الفيدرالي يوم امس، كانت هناك فرصة نسبتها 80% بأن تقليص مشتريات الاصول سوف يتحقق في يناير او مارس، ولا تزال هذه الفرصة موجودة بنفس النسبة خاصة بعد الارتفاع الحاد في العوائد يوم امس. وإن ارتفعت عوائد سندات الخزانة الامريكية لعشر سنوات الى 3% أو أعلى من ذلك مع شهر ديسمبر، فسوف يمتنع صناع السياسة النقدية الامريكية عن تقليص التحفيز الاقتصادي بشكل كبير وسيكون هناك خطر بأن تتعرض عوائد السندات المزيد من الارتفاع. وفي الحقيقة، فقد أخبرنا بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي  ان تقليص مشتريات الاصول الشهر القادم سوف يعتمد بشكل كبير على مستوى عوائد السنات. فإن كانت عوائد السندات لعشر سنوات فوق 2.85%، فلن يغير البنك الفيدرالي من موقفه،  وإن كانت عوائد السندات  عند 2.7%  أو أقل، فسوف يكون قرار تقليص مشتريات الاصول قبل الكريسماس أمرا مطروحا.  ارتفعت  مبيعات التجزئة الامريكية  بنسبة 0.4% في اكتوبر وهو اقوى معدل ارتفاع خلال ثلاث اشهر، وباستثناء الغذاء والطاقة، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.3% وهي نسبة اعلى من التوقعات.  ولم يكن هناك ارتفاعات واسعة النطاق في الانفاق فقط، ولكن ارتفعت النسخة المعدلة لشهر سبتمبر الى 0.0% من -0.1%. وعل الرغم من اغلاق الحكومة الامريكية، إلا أن نتيجة شهر اكتوبر تعتبر قراءة جيدة بالنسبة للاقتصاد الامريكي وهذا يجعلنا نتساءل حول مدى قوة التعافي الذي قد يكون عليه الاقتصاد الامريكي إذا ظلت الحكومة الامريكية مفتوحة خلال هذا الوقت. وبين الارتفاع الحاد في الوظائف بغير القطاع الزراعي، والارتفاع في مبيعات التجزئة، فمن المتوقع تسارع معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي في الربع الرابع.

وعلى الرغم من اننا نتوقع ان السوق قد بالغ في رد فعله تجاه محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، إلا أننا لا نشعر أن ارتفاع الدولار الامريكي غير مبرر.   وطالما قلنا انه طالما ان اسعار الفائدة الامريكية مرتفعة فسوف يرتفع الدولار الامريكي وسوف تزيد قوته مقابل العملات التي لا تزال بنوكها المركزية تفكر في المزيد من التحفيز الاقتصادي. وبالتالي نستمر في توقعاتنا بان اليورو/ دولار قد ينخفض الى مستوى 1.32 وان يصل الدولار الامريكي/ الين الياباني الى مستوى 102. وقد يستغرق  ذلك بعض الوقت لان البنك الفيدرالي قد يحافظ على السياسة النقدية بدون تغيير الشهر القادم، محبطا الاسواق ولكن في الربع الاول من العام، سوف تبدأ عملية الإنتهاء من التحفيز الاقتصادي وعندئذ قد يرتفع تداول الدولار الامريكي.

Exit mobile version