حصلت اسواق الاسهم على دعم جيد خلال جلسة التداول يوم الثلاثاء بعد الارتفاع الحاد الذي حققته أسعار النفط والتي ادت الى ارتفاع في معدلات الثقة تجاه الاقتصاد العالمي ، الأمر الذي أدى بالتالي الى ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة بين المستثمرين. وفي اوروبا اظهرت الاسهم الاوروبية بعض المرونة قبل المؤتمر الصحفي من البنك المركزي الأوروبي (ECB) على الرغم من تراجع التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي (ECB) سيقوم بإطلاق المزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي. وقد انتقلت حالة التفاؤل من ارتفاع أسعار النفط الى السوق الأمريكي حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بور 500 الى اعلى مستوياته خلال 2016 فوق 2100 ، وادت هذه الحركة الايجابية الى إنعاش الاسهم الاسيوية اصة مؤشر نيكي الذي كان قد تراجع من قبل بسبب قوة الين الياباني. وبينما تدل هذه الارتفاعات المستمرة قصيرة الاجل في اسواق الاسهم على وجود بعض التحسن في معدلات الرغبة في المخاطرة بين المستثمرين، قد يبقى المشاركون في السوق متيقظين وحذربين بسبب المخاوف من تباطؤ معدل النمو الاقتصادي العالمي و الانخفاضات المستمرة في اسعار السلع.
وفي ظل تجدد الارتفاعات في اسواق الاسهم العالمية مع تجاهل الاساسيات القوية و تراجع الثقة في الاقتصاد العالمي، يبدو أن الأسواق المالية قد أصبحت أكثر حساسية تجاه أسعار النفط والتي يبدو أنها تسيطر على معدلات الثقة العالمية وتُملي بالتالي على اسواق الاسهم اتجاهات الحركات السعرية لها. والحقيقة ان مثل هذا السيناريو قد يضر بالاسهم في المستقبل، خاصة عندما يستوعب المستثمرون حقيقة الفرط في العرض في اسواق النفط والتي قد تدفع حتما بأسعار النفط للأسفل.
اليورو يستعد قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB)
لا تزال معركة منطقة اليورو مستمرة مع التضخ، حيث تخسر المنطقة بسبب ضعف معدلات التضخم فيها، بينما يتعرض البنك المركزي الأوروبي (ECB) الى الضغط لاتخاذ إجراء جديد مرة اخرى بسبب تدهور معدلات النمو الاقتصادية في أوروبا. وعلى الرغم من الانخفاضات المؤلمة في أسار السلع و ضعف النمو الاقتصادي العالمي في التأثير سلبًا على وصول التضخم الى هدفه المحدد من البنك المركزي الاوروبي عند 2%، إلا أن ماريو دراجي قد يقرر أن يبقى البناء على موقفه هذا الاسبوع وسط استنفاذ البنوك المركزية ذخيرتها للوصول بالاسواق المالية المضطربة الى الاستقرار. ولا بد أن يأخذ المستثمرون في اعتبارهم أن المرة الأخيرة التي قرر فيها البنك المركزي الأوروبي (ECB) اتخاذ إجراءات قوية من التحفيز الاقتصادي، كان رد فعل السوق قويا وارتفع اليورو للأعلى، حيث تزايدت حينها المخاوف من عدم قدرة البنوك المركزية على دفع معدلات نمو الاقتصاد في منطقة اليورو للاعلى. وقد يكرر ماريو دراجي لهجته التي تميل الى السياسة النقدية الميسرة ليتراجع الطلب عل اليورو و يندفع للاسفل، وقد يلمّح أيضًا الى أنه من المحتمل ان يتخذ البنك إجراءات جديدة في المستقبل إن فشل التضخم في الارتفاع.
يتحرك اليورو/ دولار أمريكي EURUSD في الاتجاه الصعودي على الرسم البياني اليومي وقد يعمل مستوى 1.1250 كأساسي لموجة صعودية تجاه 1.1400. ويقع تداول الأسعار فوق المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم ويتقاطع الماكد الى الاتجاه الصعودي. وقد تتحول المقاومة السابقة عند 1.1350 الى دعم متحرك قد يندفع السعر منه الى 1.1400.