الاسهم الأمريكية تنخفض واليورو يحافظ على مستوى 1.17
كان يوم أمس يوم آخر للدولار الأمريكي سيطرت فيه المخاوف السياسية التي تسبب بها ترامب على التدفقات المالية. وقد تخلى الدولار الأمريكي عن ارتفاعاته المبكرة بسبب ما راج من شائعات بأن جاري كوهن المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي ترامب يعتزم الاستقالة. وعلى الرغم من أنه لم يبد أي تعليقات علنا، هناك تقارير واسعة الانتشار وفقا لعدة أشخاص مقربين منه أن السيد كوهن اليهودي مشمئز وقلق بشكل كبير” من تعليقات ترامب الأخيرة. بالنسبة لمجتمع الأعمال، يعتبر كوهن العضو الرئيسي في الإدارة المصمم على المضي قدما في الإصلاح الضريبي. إذا استقال، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الأسهم مما سيؤدي بدوره إلى التراجع الحاد في العملات ذات المخاطر العالية (يعطينا رد فعل السوق للشائعات نبذة عن رد الفعل المحتمل). ومع ذلك، بعد وقت قصير من انتشار الشائعات، تم نفي هذه الشائعات. ومن الصعب القول إذا ما ستعود هذه الشائعات إلى الظهور، حيث يبدو أن عيني كوهن تتجه إلى مقعد جانيت يلين عندما تنتهي ولايتها في فبراير، ولكن حقيقة أن الدولار وجد صعوبة لاستعادة مكاسبه بعد أن تلاشت هذه الأخبار تسلط الضوء على الاضطراب المستمر للإدارة التي كانت مشتتة جدا من العوامل الخارجية للتركيز على التحفيز المالي. وهذا ما يفسر لماذا لم يتلق الدولار أي دعم من النتيجة القوية التي جاء بها تقرير الشكاوى من البطالة والانخفاض الأقل في مؤشر فيلادلفيا الفدرالي بقطاع الصناعات التحويلية. على الرغم من أن الدولار الأمريكي قد يحصل على دفعة من مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان اليوم، إلا أننا لا نزال نتوقع أن ينخفض أول مستوى مقاومة للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، كما نتطلع إلى انخفاض مؤشر الدولار إلى ما دون 93. ويمكن لأزواج العملات الأخرى أن تشهد قوة في الدولار الأمريكي إذا كانت التحركات مدفوعة بفعل معدلات النفور من المخاطر.
كان اليورو أيضا يوم أمس مثير للاهتمام. خلال الأسبوع الماضي، كان الجميع يتحدثون عن انتهاء صلاحية عقود الخيارات الهائلة عند 1.17 يوم الخميس ولكن عندما تم خفض عقود الخيار، لم يكن هناك تحرك إضافي يذكر في العملة. لم ينهار اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD كما توقع الكثير منا ولكن بدلا من ذلك حافظ على ارتفاعاته التي حققها قبل انتهاء صلاحية عقود الخيار. مع أخذ ذلك في الاعتبار، نعتقد أن تداول اليورو قد ينخفض على خلفية اللهجة التي تميل الى السياسة النقدية الميسرة التي جاء بها محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي. بعد ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بنسبة 13٪ فيحتى الآن، فإن البنك المركزي يعبر أخيرا عن مخاوفه من ارتفاعات العملة. وفي ختام اجتماع السياسة النقدية الأخير، أعرب البنك عن قلقه إزاء مخاطر ارتفاع سعر صرف اليورو وتأثيره على التضخم. ورأى دليلا قاطعا على عدم انتظام التضخم، ولكنه يعزى جزء من ارتفاعات اليورو إلى تحسين الظروف في اقتصاد منطقة اليورو. وليس هناك شك في أن الاقتصاد يحقق أداء أفضل مع ارتفاع الفائض التجاري إلى 22.3 مليار دولار من 19.0 مليار دولار، ولكن كلما ظل اليورو مرتفعا، كلما زاد الضغط على الطلب الخارجي والبيانات الاقتصادية. انخفضت أسعار المستهلك بنسبة -0.5٪ في شهر يوليو ولكن جاء مؤشر أسعار المستهلكر بمعدل ثابت على أساس سنوي. ونتوقع تصحيحا أعمق قد يؤدي إلى تراجع اليورو إلى 1.1600. .