كانت حركة الباوند البريطانية عنيفة للغاية منذ بداية التداول هذا الاسبوع حيث ارتفعت الاسعار الى اعلى مستويات اسبوعية عند 1.14 مقابل الدولار الأمريكي USD بعد الارتفاع غير المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك (CPI) البريطاني لشهر مارس، الامر الذي عزز من التفاؤل تجاه النظرة المستقبلية الخاصة بسعر الفائدة في بريطانيا خلال 2016. وقد استغل المستثمرون الذين يميلون الى الشراء هذا الأمر للسيطرة أكثر على السوق بعد سيطرتهم عليه بالفعل نتيجة لضعف الدولار الناتج عن القراءة السيئة التي جاءت بيعا مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة الامريكية والتي عززت من الموجة الحذرة بشأن قدرة البنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة في الربع الثاني من هذا العام. وبينما كانت النتيجة المفاجئة التي جاء بها مؤشر أسعار المستهلك (CPI) عند 0.5% بمثابة تحديًا للأحاديث عن المستويات المنخفضة المستمرة من التضخم في الاقتصاد البريطاني، إلا أننا نشعر أن هذا الارتفاع في الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD مبالغ فيه لأن المشتهد الاقتصادي الحالي لا يزال غير مستقر هذا بالإضافة إلى المخاوف بشأن قضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) ، وقد تساعد هذا العوامل على الحدّ من ارتفاع هذا الزوج. وخلال جلسة التداول يوم الأربعاء وكما كان متوقعا استخدم الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD هذا الارتفاع في الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD لدفعه ببساطة للأسفل قبل أن يعلن البنك البريطاني عن قراره بشأن أسعار الفائدة.
وبينما من المؤكد تقريبا أن أسعار الفائة البريطانية ستبقى بدون تغيير عند 0.5% اليوم، إلا أن أغلب التركيز سيكون موجه إلى حديث مارك كارني محافظ البنك البريطاني وأفكاره عن تزايد المخاوف بشأن قضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) والتي كانت سببًا بشكل ملحوظ في الإضرار بجاذبية الباوند لدى المستثمرين. والجقيقة ان كارني يعتبر من المجموعة التي لها ثقل في النظام المالي التي لا تميل الى إهدار وقتا للتعبير عن مخاوفها بشأن الضرر المحتمل من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) والذي قد تعاني منه بريطانيا و أوروبا و الاقتصاد العالمي. وفي الحقيقة، مع تزايد التوقعات بأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) المحتمل قد يجبر البنك البريطاني على تقليل سعر الفائدة بدلا من رفعها، من المحتمل أن يعود الذين يميلون الى السياسة النقدية الميسرة في بريطانيا الى الظهور مرة اخرى اليوم ، مقدمين بذلك الفرصة لموجة جديدة من زخم البيع عند تداول الباوند البريطاني. ولا تزال معدلات ثقة المستثمرين هبوطية تجاه الاسترليني ، ومن المتوقع ان تتزايد الضغوط الهبوطية على الاسترليني نتيجة للتوقعات المتزايدة باحتمالية قطع سعر الفائدة البريطانية ، هذا بالإضافة الى المخاوف المستمرة بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit).
وقد وجد الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD أول مقاومة تحت مستوى 1.4350 مباشرة، وقد ينخفض كثر مع دخول المستثمرين الى المزيد من عمليات البيع على الباوند. ومن المنظور الفني، يقع تداول الأسعار في الوقت الحالي تحت المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم، بينما يتقاطع الماكد في الاتجاه الهبوطي. وق يتحول مستوى الدعم السابق عند 1.4200 إلى مقاومة متحركة ، مما قد يقدم الفرصة لمزيد من الانخفاض باتجاه 1.4100 وربما أقل من ذلك.