ينخفض الدولار الأسترالي وذلك مع ارتفاع معدلات المخاطرة في السوق نسبيا مقابل الدولار الأمريكي. الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات لدى المشاركين في تجارة الفوركس حول ما إن كان الدولار الأسترالي سيواصل انخفاضه أكثر من ذلك مقابل الدولار الأمريكي أم لا؟.
فبعد أن كانت البداية إيجابية إلى حد كبير، كانت قد انتهت جلسة التداول الأمريكية يوم أمس على أنباء حول تقييم شركة S&P والتي أشارت إلى أنه هناك 15 دولة أوروبية من ضمن 17 دولة لا تزال الرؤية الخاصة بها سلبية إلى حد كبير وأنه هناك احتمال قوي بوجود تصنيف سلبي على السندات الخاصة بها قريبا وذلك في حالة عدم وجود قرارات حاسمة بشأن الديون السيادية الخاصة بها. وكان قد تفاعل السوق مع تلك الأخبار بصورة قوية ويبدو أن المتعاملين في السوق أيضا أجزموا بالنتائج السلبية التي قد تنتج عن اجتماعات قادة الاتحاد الأوروبي المقرر انعقاده يوم الجمعة القادم.
والجدير بالذكر فإنه وفي وقت سابق خلال يوم أمس كانت تصريحات “ساركوزي” و”ميركيل” حول التغيرات الجديدة التي تؤثر على الاتحاد الأوروبي كانت قد أثرت بصورة إيجابية نسبيا على أداء السوق. حيث أنها أضفت بعض الثقة لدى المتعاملين عن نتائج الاجتماع المقرر انعقاده يوم الجمعة القادمة. ولكن في نفس الوقت فإن استثناء تكوين ما يسمى بالسندات الأوروبية الموحدة كان له تأثير سلبي على السوق مرة أخرى. علاوة على رفض “ساركوزي” الحديث عن دور البنك المركزي الأوروبي في ظل تلك الظروف غير واضحة المعالم. وأشار أيضا أنه يجب على الدول الأوروبية الالتزام بالخطط التقشفية على الرغم من سوء البعد الاجتماعي منها. وفي الحقيقة فإنه بعد تبني سياسات تقشفية في العديد من الدول الأوروبية خلال تعاملات يوم أمس فإن ذلك كان قد هدئ من روع معدلات المخاطرة قليلا في السوق. حيث انخفضت العوائد الخاصة بالسندات الإيطالية إلى 5% بدلا من أن كانت 7% خلال الأسبوع الماضي.
البنك المركزي الأسترالي يخفض أسعار الفوائد:
قرر البنك المركزي الأسترالي تخفيض أسعار الفوائد ربع نقطة إلى مستويات 4.25% كما كان متوقعا. وذلك من أجل تشجيع معدلات الاستثمار والنشاط الاقتصادي خاصة في قطاع التعدين واستخراج الموارد الطبيعية. والجدير بالذكر فإنه من المتوقع أن تسجل معدلات التضخم مستويات قريبة ما بين 2-3% خلال العامين القادمين. وفي الحقيقة فإنه لم يتحدث البنك المركزي عن مخاطر ارتفاع أسعار المنازل الأسترالية. بشكل عام بعد ذلك التصريح فإنه من المتوقع عودة الدولار الأسترالي/دولار أمريكي مرة أخرى تحت مستويات 1.00 الأمر الذي يشير إلى احتمال استمرار الدولار الأسترالي في الانخفاض الفترة القادمة.
الأخبار الاقتصادية المنتظرة
لدينا ما يقرب من ثلاثة أيام غير واضحة المعالم وذلك حتى انعقاد مؤتمر الاتحاد الاوروبي خلال يوم الجمعة القادمة. ونتصور أنه من الواضح في هذه النقطة أن السؤال الملح في الوقت الحالي هو ما هو دور البنك المركزي الأوروبي فيما يحدث الآن اقتصاديا والذي لم يتحدث عنه ساركوزي يوم أمس. وفي ظل التركيز على الإجراءات التقشفية والانضباط في الموازنة في أوروبا، فإن السؤال الآن هو إلى أي مدى من الانحدار قد تصل إليه العوامل الأساسية في أوروبا. على الرغم من ذلك، فإن تحسن عوائد السندات في الدول المجاورة خلال الأيام القليلة الماضي يعتبر أمر مؤثر للغاية، ويبدو وكأنه بمثابة أمر يدعو للفخر بين ساسة الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي. ومن ناحية أخرى، علينا أن نلقي نظرة إلى الجهود التي قامت بها الدول الأوروبية خلال يوليو الماضي لنرى كيف يمكن أن تتلاشى الثقة سريعًا، وبالتالي علينا أن نبقى دائمًا على أبهة الاستعداد لأي احتمال.
ويجب علينا ملاحظة الانخفاض المستمر في اليورو في سوق الفوركس وذلك بعد إعلان وكالة S&P إلا أنه لم يتم الانخفاض بهذه القوة أمام الفرنك السويسري. هل يمكن الحصول على أي معلومة عن هذا الأمر؟. في الحقيقة فإن ذلك الأداء الخاص بالفرنك السويسري يجعل المتعاملون يترقبون احتمال تدخل البنك المركزي السويسري مرة أخرى في تغيير قيمة الحد الأدنى لسعر الصرف ما بين اليورو والفرنك السويسري. وفي الحقيقة فإن الإغلاق فوق مستويات 1.2400 من اليورو/فرنك يشير إلى احتمال وجود قرار قد يتم الإعلان عنه قريبا. خاصة مع تزامن وجود الدولار الأمريكي/فرنك سويسري بالقرب من مستويات 0.9330.
أما عن البيانات الاقتصادية فإنه من المنتظر صدور بيانات حول طلبيات المصانع الألمانية عن شهر أكتوبر ومما لا شك فيه فإن تلك البيانات تحتل مكانة عالية من الأهمية نظرا لأنها تعبر عن الأداء الصناعي لأكبر دولة أوروبية في الوقت الحالي. وبشكل عام فإنه من المتوقع انخفاض معدلات الطلب بشكل حاد.
من ناحية أخرى فإنه من المنتظر اليوم أيضا صدور قرار البنك المركزي الكندي بشأن أسعار الفوائد. بشكل عام فإنه من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الكندي بتثبيت أسعار الفوائد عند المستويات الحالية عند 1%. وفي الحقيقة فقد صدرت بعض البيانات الاقتصادية المفاجئة التي أشارت إلى سوء أداء الاقتصاد الكندي نسبيا الشهر الماضي مما يجعلنا قد نتوقع أي قرار مهما كان من البنك المركزي الكندي اليوم.