إن التطورات السياسية اليونانية قد أخذت معطفا جديدا في نهاية الأسبوع الماضي. حيث وافق رئيس الوزراء الحالي “جورج باباندرو” على التخلي عن سلطته كرئيس وزراء اليونان.
وقد دارت الكثير من الأحاديث بين الكثير من السياسيين في اليونان في محاولة تكوين ائتلاف لتشكيل حكومة جديدة لتقوم بقيادة البلاد لعمل انتخابات عامة خلال الجزء الأول من العام الجديد.
ومما لا شك فيه فإن اليوم يعتبر يوما حزينا على “باباندرو” الذي يعتبر من الجيل الثالث في عائلته والتي شغلت الكثير من المناصب العليا في الدولة اليونانية في السابق. وبشكل عام فإنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن رئيس الوزراء الجديد في وقت لاحق اليوم. ومن أهم المرشحين لذلك المنصب هو “لوكاس باباديموس” الذي كان يشغل المساعد السابق لرئيس البنك المركزي الأوروبي بالإضافة إلى وزير المالية الحالي “إيفانجيلوس فينزيلويس” والذي يعتبر من أقوى المرشحين لذلك المنصب حاليا.
وعلى الرغم من وجود احتمالات من استمرار اليونان في عضويتها للاتحاد الأوروبي وقبولها للخطة المقترحة من الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلا أن ذلك لا يعني نهائيا حل المشاكل المالية اليونانية. ولهذا فإن المهمة الأولى للائتلاف الجديد سوف تكون قبول خطة الإنقاذ الأوروبية التي تم اقتراحها منذ عشرة أيام ماضية. وهذا الأمر سوف يعني بالطبع اضطرار الحكومة اليونانية الجديدة لتطبيق المزيد من سياسات التقشف على الشعب اليوناني خلال الأشهر القليلة القادمة.
وبشكل عام فإن تلك الأحداث المتعلقة باليونان قد أدت إلى زيادة حالة عدم انعدام الرؤية بخصوص احتمالات فشل اليونان في الالتزام بالديون المفروضة عليها. خاصة وأنه في حالة فشل الحكومة الجديدة في الموافقة على خطة الإنقاذ الأوروبية فإن ذلك سوف يجعل الدول غير قادرة على سداد الالتزامات المفروضة عليها في الوقت المناسب. وهذا قد يؤدي إلى إفلاس الدولة في منتصف شهر ديسمبر القادم.
ومما لا شك فيه فإن ذلك الوضع يضع الكثير من السياسيين اليونانيين تحت ضغوط كثيرة خاصة وأن الناخبين اليونانيين سوف يقومون باختيار الأحزاب التي تميل نحو تقليص الخطط التقشفية أكثر. ومما لا شك فيه فإن هذا الوضع يثير الكثير من المخاوف لدى المتعاملين حيث أنه لا يمكن التكهن بالمصير الذي قد تصل إليه البلاد الفترة القادمة.
من ناحية أخرى فقد سجلت أسواق الأسهم الآسيوية انخفاضا والبريطانية والأوروبية أيضا وذلك في التداولات الصباحية المبكرة اليوم. الأمر الذي يشير إلى انعدام ثقة المتعاملين في الأوضاع الاقتصادية الأوروبية وخاصة اليونانية. أما بالنسبة لسوق العملات فقد سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا بداية تعاملات اليوم. من ناحية أخرى فقد سجل الباوند/يورو ارتفاعا إلى مستويات قريبة من 1.1677 خلال التعاملات المسائية. علما بأن الزوج لا يزال يسير داخل إطار عرضي حول مستويات 1.1722.