سادت حالة من الهدوء المتوقع على الأسواق حيث واصلت أجواء الفتور الصيفي هيمنتها على حركة التداولات وتذبذب الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD حول مستوى 1.2550، حيث عدّل المتعاملون مراكزهم توقعًا لبرنامج مساعدات سندات محتمل من البنك المركزي الأوروبي ECB الأسبوع المقبل. وفي مقابلة صحفية أجراها «ماريو دراجي» مع صحيفة «دير تسايت» الألمانية، كرر رئيس البنك الكثير من الأفكار المألوفة منوهًا إلى أنه بالإمكان ومن الضروري إقامة اتحاد سياسي بالتوازي مع الاتحاد المالي والاقتصادي.
وقد أعاد «دراجي» التأكيد على أن المركزي الأوروبي ECB ليس بمؤسسة سياسية وأن على الإتحاد الأوروبي تنسيق جهوده بغية إقامة هيكل مالي أكثر وحدة. وتعكس آراءه آراء «أنجيلا ميركل» والتي دعت لميثاق أوروبي بنهاية هذا العام لعلاج نفس الموضوعات التي أتى على وصفها السيد «دراجي». وتدلنا الرسائل الصادرة عن كل من الهيئات النقدية والمالية في الإتحاد الأوروبي إلى جدية حديثها حول التحرك نحو تحقيق المزيد من الدمج في منطقة اليورو، ومن ثم تواصل تقديمها لمستوى من الدعم لزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD مع خشية أسواق الائتمان حدوث تراجع في الزوج. وقد شهدت مزادات أذونات الخزانة الإيطالية اليوم هبوطًا جديدًا في العوائد حيث استطاعت البلد بيع سندات لمدة 6 أشهر بعائد بلغت نسبته 1.585% – وهو أدنى عائد منذ مارس.
وقد سجل مؤشر KOF للمؤشرات القائدة مستوى 1.57 في مقابل 1.50 المتوقع، حيث سجل سابع زيادة للشهر السابع على التوالي، ما يدل على تواصل النمو في الاقتصاد السويسري في ظل نظام ربط العملة القائم. وقد مرت قرابة العام منذ أن تدخل المركزي السويسري SNB في أسواق العملة ليضح هو قاعدة سعر صرف الزوج يورو/فرنك سويسري EURCHF عند 1.2000، وخلال هذه الفترة، واصل الاقتصاد السويسري المدفوع بالصادرات أداءه الجيد مع اختفاء التذبذب في أسعار الصرف.
وقد نوّهت وكالة الأبحاث الاقتصادية السويسرية KOF إلى أن كافة الوحدات الاقتصادية الثلاث تضمنت الناتج المحلي الإجمالي باسثناء الغذاء والطاقة ، وقد أظهرت بيانات الإنشاءات والصرافة تطورات إيجابية، وهو ما يشير إلى أن الاقتصاد السويسري سيواصل نموه في المستقبل المنظور. وبهذا ينعم الاقتصاد السويسري بواحة من الهدوء في وسط بحر متلاطم من الاضطرابات في منطقة اليورو، حيث تمتعت البلد بنمو ثابت وإن لم يكن مذهلاً هذا العام إلى جانب معدلات البطالة شديدة الانخفاض، فيما واصلت بقية القارة تمرغها في وحل أزمة ديون سيادية مزمنة.
وتأتي الأنباء الاقتصادية الإيجابية اليوم إقرارًا بصحة السياسات التدخلية للمركزي السويسري، ولكنها أيضًا تطرح استفسارات حول إلى متى سوف تستمر سياسة الربط التي ينتهجها البنك. وقد تم احتواء الزوج يورو/فرنك سويسري EURCHF في نطاق شديد الضيق لا يتجاوز 20 نقطة لأكثر من 5 أشهر، ولكنه لم يظهر أي نية للتحرك إلى أعلى حيث يظل على بعد نقاط قليلة فوق مستوى 1.2000 الأساسي. وتشير الحركة السعرية إلى أن السوق يظل متشككًا حول حل أزمة منطقة اليورو، وأنه لا يزال يرى في الفرنك السويسري أقوى عملات الملاذ الآمن في سوق العملة.
وفي شمال أمريكا اليوم، سوف يتحول الانتباه إلى بيانات الإسكان، وثاني مراجعة للناتج المحلي الإجمالي، وأهم من ذلك «كتاب بيج» الذي يتضمن ملخصًا للأوضاع الاقتصادية الحالية والمقرر صدوره في تمام الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش. وقد تثبت التعليقات الواردة فيه أهميتها في الخطاب الذي يلقيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي (بين بيرنانكي) في اجتماع جاكسون هول يوم الجمعة. ويأخذ الاحتياطي الفيدرالي التقرير على محمل شديد الجدية، وسيتخذ بناء على نتائجه قراره بطرح الجولة الثالثة من التيسير الكمي من عدمه. وكما قلنا في السابق، “إننا نعرف أن النمو في الوظائف وإنفاق المستهلكين قد تحسن في شهر يوليو، إلا أن ما لا نعمله هو حجم ونطاق هذا التحسن وما إذا كان سيستمر في شهر أغسطس”.
وعلى صعيد آخر، يواصل المستوى 1.2600 حجز أي ارتفاعات في زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD، ولكن إذا استطاع الزوج اختراق هذا الحاجز، فقد يقدم على حركة أكثر ارتفاعًا، حيث سيتحتم على بعض المضاربين على هبوط اليورو على المدى الطويل تغطية صفقاتهم السيئة.