تمكنت أسواق المال من التراجع عن الخسائر التي تكبدها خلال جلسة التداول يوم أمس، حيث افتتحت أسواق الأسهم الجلسة الأوروبية على ارتفاع وحتى الاسبانية منها، على الرغم من أن أزمة الديون لا تزال واضحة ومثيرة للمخاوف، ولن يكون من المفاجئ أن نشهد حركات قصيرة الأجل في أسعار الأسهم هذا اليوم.
اسبانيا لا تزال محور اهتمام السوق الاساسي
أخذت الأسواق ن عوائد السندات الاسبانية دافعًا لحركتها، حيث ارتفعت عوائد السندات يوم أمس إلى 6%، وهو أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2011، وعلى الرغم من أنها قد تراجعت عن هذا المستوى في افتتح الجلسة الأوروبية، إلا أن هذه العوائد قد بدأت في الارتفاع مرة أخرى مع منتصف اليوم في الصباح. وإن لم نحصل إلى أي إشارة من السلطات الأوروبية بأنهم سيقوموا بدعم أسواق الديون السيادية، فمن غير المحتمل أن تكون هذه السندات قادرة على التعافي.
وقد اشعل فتيل مخاوف الديون في الفترة الأخيرة ما جاء من نتيجة لتقرير الموازنة الاسبانية وارتفاع عوائد السندات الاسبانية بما يتجاوز 5.5%، وهو الحد العلوي من نطاق حركتها الأخيرة. وق د لا تكون اسبانيا هي التالية بعد اليونان (لان مستويات الديون العامة لديها نصف تلك الخاصة باليونان تقريبا) إلا أن الموقف سيء بدون أدنى شك. وتشعر الأسواق المالية بالمخاوف بشأن معدل النمو والبطالة في اسبانيا . ويبدو من خلال تقرير الموازنة في اسبانيا أن المخاوف سوف تتزايد بشأن معدل النمو وأنه لن يكون من الممكن الوصول إلى أهداف العجز المستهدفة من الاتحاد الأوروبي. وقد حصلنا على بعض التلميحات بشأن الموازنة الاسبانية يوم أمس عندما اعلنت الحومة أنها ستقلل النفقات على التعليم والصحة. ولكن من الجدير بالذكر أن هذه النفقات تتحد عن طريق الحكومات الاقليمية وبالتالي من الصعب على الحكومة المركزية إدارة عملية تقليل النفقات مما يؤدي إلى زيادة خطر فضل هذه الخطة.
ويشعر المستثمرون بالقلق تجاه الموقف في اسبانيا لثلاثة اسباب: السبب الأول هو حقيقة أن النظرة العامة لمعدل النمو الاقتصادي في اسبانيا قد تزداد سوءًا قبل أن تتحسن. والسبب الثاني هو أن عملية التماسك المالي قد تكون أكثر تعقيدًا مما تدل التوقعات التي جاء بها تقرير الموازنة، وبالتالي فإن عدم الوضوح يعزز من تخوف السوق من ديون السندات الحكومية الاسبانية. والسبب الثالث هو أن البنوك في اسبانيا تتعرض للضغط أيضًا بسبب الوضع السيء ، وبالتالي توجد فرصة بأن تحتاج الكومة المركزية إلى تقديم المساعدة المالية إلى البنوك أيضًا، وبالتالي سيتفاقم سوء الأوضاع وستندفع اسبانيا إلى طلب الدعم المالي من الخارج.
هل تتمكن التصريحات الفيدرالية من الوقوف أمام ارتفاع الدولار
قد تكون اسبانيا ووضعها السيء هي الفكرة المهيمنة على الأسواق وسوق الفوركس من بينها بالطبع ولكن توجد أشياء أخرى تجري في السوق. فقد كانت التصريحات الفيدرالية يوم أمس يشوبها نوع من النغمة الحذرة بشان النظرة العامة للاقتصاد الأمريكي، على الرغم من أن العضو ” Kocherlakota” وهو عضو ليس له صوت في اللجنة الفيدرالية قد قال أنه سيكون من المحتم أن تكون هناك إستراتيجية الخروج إلا انه قد تكون هناك حاجة لتضييق السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام أو خلال العام القادم، أي قبل الفترة التي حددها الفيدرالي رسميًا. واليوم سنكون في انتظار حديث نائب مدير اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة “جانيت يلين” وهي ثاني عضو هام في اللجنة بعد بيرنانكي. وبالتالي على التجار في سوق الفوركس الاستماع لحديثها بعناية.
من ناحية أخرى سيكون هناك تقرير مفصل عن النظرة الاقتصادية الفيدرالية العامة وهو ما سيطرحه الفيدرالي اليوم مساءًا على السوق من خلال ما يسمى بالسجل البيج الفيدرالي.