ارتفاع غير معتاد في الفرنك السويسري في سوق الفوركس
الفرنك السويسري هو أحد العملات الأكثر هدوءا في سوق الفوركس، وعادة ما يتحرك اعتمادًا على ميل السوق إلى شراء اليورو والدولار الأمريكي ولكن عندما تلعب التوترات الجيوسياسية دورها يختلف أداء الفرنك السويسري تمامًا. وقد ارتفع معدل التقلب في الفرنك السويسري في الأسابيع الأخيرة. قبل أقل من شهرين، كانت التقلبات السعرية تتحرك بنسبة تقترب من 5.5% واليوم تسجل نسبة التقلبات السعرية 8.2% ولكن كان أكبر انفجار يمكن أن نلحظه في اليورو/ فرنك سويسري EUR/ CHF حيث ارتفاع معدل تقلب هذا الزوج من 3.5٪ إلى 8٪ على مدى الأسابيع الستة الماضية. وقد نتج الارتفاع اليوم عن ارتفاع حدة التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ولكن ارتفاع المخاطر الجيوسياسية ليس هو السبب الوحيد لتوسيع نطاق التداول اليومي لليورو مقابل الفرنك السويسري من 30 إلى 100 نقطة. فقد بدأت التحركات الكبيرة في الفرنك السويسري عندما استيقظ السوق إلى حقيقة أن السياسة النقدية السويسرية سوف تتخلف عن بقية العالم ثم استمرت هذه التحركات السعرية نتيجة تصاعد الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية و كوريا الشمالية. اليوم، وضع وزير الدفاع الأمريكي ماتيس كوريا الشمالية تحت إشعار رسمي على الفور بعد أن أعاد الرئيس ترامب نشر تغريدة تتضمن العديد من تقارير فوكس الجديدة نقلا عن مصدره أو مصادر حكومية قولها أن طائرات القوات الجوية الأمريكية تقلع من غوام للتدريب، مما يؤكد أنها يمكن أن تحارب هذه الليلة كما تحذر الولايات المتحدة أنها سوف ترد على تهديدات الكورية الشمالية ب “الحرائق والغضب” إذا ما قاموا بأي تحركات أخرى. وفي حين أن التهديد الفعلي للحرب النووية ضئيل إلى أن تتخذ حرب الكلام منعطفا إيجابيا، إلا أن المستثمرين يخشون من تحقق اللامحتمل حيث أنه قد تحققت أحداث كثيرة غير محتملة خلال ال 12 شهرا الماضية. في الوقت نفسه، فإن التقلبات الحادة في الفرنك السويسري تثير انتباه البنك السويسري على الرغم من أننا لا نتوقع أن يكونوا قلقين بشكل خطير حتى ينخفض اليورو مقابل الفرنك السويسري مرة أخرى إلى 1.11. وسوف يهدأ الفرنك السويسري في نهاية المطاف ولكن قد نفتقد الأيام التي كان فيها نطاق التداول لهذا الزوج بسعة 30-40 بيب حيث يستهدف اليورو/ فرنك سويسري EUR/ CHF مستوى 1.12.
كما تأثر الدولار الأمريكي سلبا بكيفية تعامل ترامب مع كوريا الشمالية، لكن التعليقات التي تدعم السياسة النقدية الميسرة من رؤساء الاحتياطي الفيدرالي أبقت الدولار تحت الضغط. وعلى الرغم من أن رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو ونائب رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تشارلز إيفانز يدعم تراجع الميزانية العمومية في سبتمبر، إلا أنه قال أن الضعف الأخير في التضخم يثير تساؤلات حول الظرة المستقبلية، وهو الرأي الذي شاركه لاحقا رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بولارد. وينعكس هذا القلق في نمو تكاليف وحدة العمالة، الذي تباطأ إلى 0.6٪ في الربع الثاني، منخفضا من 5.4٪. ومن المقرر أن يتم الاعلان اليوم عن أسعار المنتجين، والذي يمكن من خلاله التنبؤ بما قد ياتي به تقرير أسعار المستهلك الاكثر أهمية يوم الجمعة. بعد ركوده في يونيو، من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين، ولكن إذا كان نمو الأجور أقوى وفشل انخفاض معدل البطالة في مساعدة الدولار الأسبوع الماضي، فإنه من الصعب أن نتصور أن نمو مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2% سيكون كافيا. . . .