ارتفاع عوائد السندات الأمريكية تقلل من احتمالية سرعة تقليص برنامج مشتريات الاصول

تعكس التقلبات في حركة الدولار الامريكي يوم امس التوترات المحيطة بالنظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي .  وبينما يعتبر تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي أمر حتمي، إلا أن التقارير الاقتصادية الأخيرة  من الولايات المتحدة الامريكية تجعل المستثمرون في حيرة من أمرهم حول إذا ما سيقوم البنك الفيدرالي بالإجراءات المتوقعة منه في المواعيد المتوقعة منه أيضًا. يعتبر القلق الاساسي بالنسبة للبنك الفيدرالي هو التضخم، ولكن وفقا لتقرير أسعار المستهلك الذي صدر يوم امس، لم تكون هناك ضغوط تضخمية كبيرة. واعتمادا على المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الأمريكية ، فإن سوق العمل يستمر في التعافي، إلا أن إشارات التعافي في الاجزاء الأخرى من الاقتصاد تدل على ان قلة عدد العمالة المسرّحة يعني احتمالية ارتفاع عدد التوظيف.  علاوة على ذلك،  فإن ارتفاع العوائد قد يكون له تكلفة اعلى، مما قد يؤدي الى تباطؤ التعافي الاقتصادي. وبشكل مثالي، يمكن للبنك المركزي تقليص مشتريات الاصول عندما يكون معدل النمو في اتجاه صعودي وليس على مستوى فاتر، ولكن قد يخشى البنك من ألا تكون هذه الرفاهية متوفرة لديه. بغض النظر عن هذا، هناك الكثير من التشككات خول كيفية تأثير تقليص مشتريات الاصول على الاقتصاد، وقد أدت المخاوف الأخيرة ن ارتفاع معدلات التقلبات والموجات السعرية الكبيرة في حركة الدولار الأمريكي. سوف يساعد مؤشر ميتشجان لثقة المستهلك على توضيح النظرة المستقبلية ولن يكون هناك ما يدل على ايجابية هذه النظرة إلا مع تحسن معدل الثقة.  إذا ضعف هذا المؤشر، فسوف تطفو المزيد من الشكوك الى السطح.

كان من اهم الاخبار التي وردت يوم امس هو ارتفاع عوائد السندات الامريكية. فقد سجلت سندات الخزانة الامريكية لعشرة أعوام الى اعلى مستوى خلال يوم التداول عند 2.8% قبل ان تتراجع للأسفل. وكانت المرة الاخرى التي وصلت فيها عوائد السندات الى هذا المستوى من الارتفاع في يوليو 2011 وخلال الثلاثة اشهر والنصف شهر الاخيرة، حيث ارتفعت العوائد خلال  هذه الفترة بمقدار 120 نقطة تقريبا. وقد يؤدي الارتفاع السريع في العوائد الى جعل البنك الفيدرالي متوترا خاصة إن اقتربت هذه العوائد الى 2.9%. وفي حديث له صباح امس، قال “بولارد” رئيس البنك الفيدرالي في سانت لويس والعضو المصوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ان ارتفاع عوائد سندات الخزانة الامريكية لعشرة اعوام يعتبر  صدر قلق. والسؤال الحقيقي هو الآن هو إذا ما سيؤثر ارتفاع عوائد السندات الامريكية على قرار البنك الفيدرالي بتقليص مشتريات الاصول أم لا، ومن وجهة نظرنا فإن قرار البنك قد يتأثر بشكل أو بآخر. إذا جاء شهر سبتمبرـ وعوائد سندات الخزانة الامريكية لعشرة أعوام مرتفعة عند مستوى 3% أو أكثر، فإن كمية تقليص مشتريات الأصول قد تكون اقل وقد يقلل البنك الفيدرالي من توقعاته بشان المزيد من التقليص في مشتريات الاصول. لا يزال اجتماع ديسمبر خيار لتطبيق تقليص الاصول الا انه اقترابه من الاجازات السنوية يجعله وقت غير مرغوب فيه بدرجة كبيرة لتقليل التحفيز الاقتصادي بالمقارنة مع شهر سبتمبر.

يستمر سوق العمل في تقديم اشارات من التعافي، حيث انخفضت المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية الى مستوى 320 ألف من مستوى 335 ألف، وهو أقل مستوى منذ أكتوبر 2007.  يقترب المتوسط المتحرك لأربعة اسابيع للشكاوى من البطالة الأسبوعية من ادنى مستوياته خلال 6 اعوام، حيث انخفض معدل تسريح العمالة. على الرغم من ذلك، فإن حقيقة  عودة الشكاوى الاسبوعية من البطالة الى مسارها الصحيح  كانت كافية لدفع الدولار الامريكي الى الارتفاع، على الرغم من ان هذه الارتفاعات فضلت في الاستمرار. وبعيدا عن المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية  كان هناك ضعف عام في المؤشرات الاقتصادية التي صدرت يوم امس. فقد تدهور كلا من النشاط الصناعي والضغوط التضخمية والانتاج الصناعي خلال شهر يوليو، بينما  كان الاجانب هم البائعين الاساسيين للدولار الامريكي خلال شهر يونيو. ويؤدي ضعف الطلب الى استمرار الضغوط السعرية في التراجع، حيث سجل مؤشر اسعار المستهلك  ومؤشر اسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة  بنسبة 0.2% فقط.  انخفض مؤشر امبير ستات الصناعي الى مستوى 8.24 من مستوى 9.46 وانخفض مؤشر فيلادلفيا الصناعي الفيدرالي الى 9.30  من مستوى 19.80  بينما ظل الانتاج الصناعي فاترا بعد ارتفاعه الشهر السابق بنسبة 0.2% . من المقرر الاعلان خلال جلسة التداول الامريكية اليوم عن كلا مؤشر ميتشجان لثقة المستهلك الامريكي ومؤشر المنازل المبدؤ بناؤها وتصاريح البناء.

Exit mobile version