اخبار اقتصادية

إغلاق الفرنك السويسري والين الياباني على ارتفاع الأسبوع الماضي

إغلاق الفرنك السويسري والين الياباني على ارتفاع الأسبوع الماضي

اغلق كل من الفرنك السويسري و الين الياباني الأسبوع الماضي كأقوى العملات الأساسية.  وقد  تضررت معدلات الثقة بشكل كبير بسبب مخاوف السوق من الحروب التجارية العالمية.  وخلال الاسبوع الماضي كان مؤشر داو الصناعي قد تراجع بنسبة 0.89% وانخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 3.31%، وانخفض مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.08% كما تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة  1.47%.  وكان مؤشر شنغهاي المركب في الصين هو الأكثر تضررًا حيث انخفض بنسبة 4.37%.  وكان المؤشر الوحيد تقريبًا الذي ارتع هو مؤشر FTSE زالذي اغلق اسبوع التداول على ارتفاع بنسبة 0.63%.  أما الدولار النيوزلندي و الدولار الكندي فقد أغلقا كأضعف عملات في سوق الفوركس بعد ضعف البيانات الاقتصادية.  وبشكل خاص، جاء تقرير مبيعات التجزئة بقراءة ضعيفة بحيث تم استبعاد احتملات رفع سعر الفائدة من البنك المركزي الكندي في يوليو.  وعلى الرغم من الارتداد الصعودي القوي في سعر النفط بسبب رفع معدلات الإنتاج بمقدار أقل كثيرًا من التوقعات من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إلا أن الدعم الذي حصل عليه الدولار الكندي كان محدودًا. كما كان الاسترليني هو ثالث أضعف عمللة الأسبوع الماضي حيث لم يحصل على عمليات شراء مستمرة بالقدر الكافي بعد اللهجة التي تميل الى تضييق السياسة النقدية بما يزيد عن التوقعات في البيان المُصاحب لقرار سعر الفائدة من البنك البريطاني. من ناحية اخرى، كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب  قد تجاهل تحذير المجموعات الصناعية وتخطى كل الاتفاقيات السابقة خلال المفاوضات مع الصين. وأعلن الممثل التجاري في الولايات المتحدة الامريكية فرض ما قيمته 34 مليار دولار أمريكي كتعرفات جمركية  على الصين وذلك في المرحلة الأولة يوم 15 يونيو والتي سيتم تفعيلها في 6 يوليو.  وسرعان ما اعلنت الصين عن تعريفات جمركية بقيمة 34 مليار دولار على المنتجات الأمريكية بما في ذلك فول الصويا ، والمنتجات الزراعية ، والسيارات ، اعتبارا من 6 يوليو أيضا.  ثم أمر ترامب الممثل الأمريكي في 19 يوليو بدراسة إضافة المزيد من الرسوم بنسبة 10٪ على المنتجات الصينية بقيمة 200 مليار دولار ، وذلك ردا على رد الصين.  وتعهدت الصين بالمقاومة “النوعية” و “الكمية” لأي تعريفات جمركية إضافية من الولايات المتحدة الأمريكية.

و خلال الأسبوع الماضي ، كانت هناك تقارير تفيد بوجود انقسام في البيت الأبيض حول طريقة التعامل مع النزاع التجاري مع الصين.  ويطالب البعض باستئناف المفاوضات مع الصين مرة أخرى قبل سريان مفعول التعريفات الجمركية المذكورة أعلاه.  .  و إذا كان اهتمام ترامب يتمحور حول الحصول على “صفقة” من المحادثات مع الصين ، فلن تتوقف بالطبع المفاوضات فجأة.  ومن المؤكد أنه لن يتبع هذه المفاوضات كلمات قوية تزيد من حدة توتر العلاقات. وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أظهر بالفعل طريقة في التفاوض تعبر عن ما لديه من حسن نية من خلال تقديم كل التنازلات بشأن الوعود الفارغة لكوريا الشمالية.

والحقيقة أن الحرب التجارية  بين الولايات المتحدة الامريكية والصين تسمى الآن لم تعد “أسلوبًا” بل تتحول تدريجيًا في حقيقة الأمر إلى واقع ملموس.   كما أن الرهانات التي أثارها ترامب تتجاوز بالفعل إجمالي حجم واردات الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين.  وسيتعين على الصين اللجوء إلى إجراءات لا تتعلق بالتعريفات الجمركية  لمواجهة التسلط الأمريكي.  و يمكن أن يكون تأثير ذلك أكثر تدميرا لاقتصادات كلا الدولتين.

أوقف ترامب الإعفاء المؤقت على تعريفة الصلب والألومنيوم للاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك في 1 يونيو.  وأعلن الاتحاد الأوروبي رسمياً في 20 يونيو عن إجراءه الانتقامي.  وتُقدَر الصادرات في الإتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة الامريكية بـ 6.4 مليار يورو.  وفي الوقت الحالي ، فرض الاتحاد الأوروبي منتجات أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو ، والتي أصبحت سارية المفعول يوم الجمعة 22 يونيو وسيتم فرض الرسوم على المبلغ بقية السلع الأمريكية وذلك بقيمة 3.6 مليار يورو في مرحلة لاحقة “وذلك خلال ثلاث سنوات أو بعد النتائج الإيجابية في تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية”.

بعد عدم رؤية أي تنازل من الاتحاد الأوروبي رغم “البندقية الموجهة إلى رؤوسهم” ، سيستخدم ترامب سلاح “أكبر” لتهديد حلفائه المقربين.  وقال يوم الجمعة أنه سيفرض تعريفة جمركية نسبتها 20 ٪ على السيارات، إن لم يزيل الاتحاد الأوروبي الحواجز التجارية أمام السيارات الأمريكية.  وقال في رسالة على تويتر: “بناءً على التعريفات الجمركية والحواجز التجارية التي فرضها الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة على الولايات المتحدة الأمريكية ، وعلى الشركات الكبرى والعمال ، إذا لم تتم إزالة هذه التعريفات والحواجز قريبًا ، فإننا سنضع تعريفة جمركية بنسبة 20٪ على جميع من سياراتهم القادمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية يوركي كاتاينن لصحيفة لوموند الفرنسية أنهم “إذا قرروا رفع تعريفاتهم الجمركية على الواردات ، فلن يكون لدينا خيار آخر ، وسيكون علينا أن نرد.  وأضاف: “نحن لا نريد أن نقاتل (عبر التجارة) علنًا عبر تويتر.  ويجب أن ننهي التصعيد “.

ولن تنتهي المشاحنات التجارية في أي وقت قريب.  ولنذكر أن التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) لم يتم التوصل فيه إلى حل ، وسوف يكون للتعريفة الجمركية على السيارات تأثير كبير على كل من كندا والمكسيك.  ومن المؤكد أننا لم نشهد الأسوأ من ترامب حتى الآن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى