أزمة الديون اليونانية.. إلى أين؟!!

كانت هناك قصة واحدة مؤثرة على الجميع في أسواق العملات هذا الأسبوع- وهي عمق أزمة الديون في منطقة اليورو.

 

تسبب رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في إثارة مفاجأة وترقب بين المستثمرين العالميين عندما أعلن في وقت متأخر يوم الاثنين عن دعوته إلى استفتاء شعبي حول إذا ما كانت ستقبل شروط خطة إنقاذ منطقة اليورو الخاصة باليونان.

وكانت الحكومة اليونانية قد اعتمدت اقتراح باباندريو لإجراء استفتاء يوم أمس. يقال إن هذا التطور الدرامي مثير لغضب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، الذين عملوا بشكل وثيق مع باباندريو خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لتفادي انهيار اليونان المثقلة تمامًا بالديون.

وقد استدعى كلا من ساركوزي وميركل رئيس الوزراء اليوناني باباندريو إلى اجتماع طارئ في وقت لاحق اليوم كرد فعل منهما على ما جاء من أنباء من اليونان، ومنا لمتوقع ان يقوم خلال هذا الاجتماع بشرح وتبرير أفعاله.

لا يزال توقيت الاستفتاء اليوناني غير واضح، وكذلك الأمر بالنسبة للسؤال الدقيق الذي سيتم توجيهه إلى الناخبين اليونانيين. وأظهرت استطلاعات الرأي في اليونان أن التدابير التقشفية الصارمة التي فرضت من قبل مجموعة الترويكا الثلاثية المكونة من الاتحاد الأوروبي / البنك المركزي /  صندوق النقد الدولي كجزء من اتفاقية تمويل خطة الإنقاذ، لا تحظى بشعبية على نطاق واسع. وبالتالي إذا كان الاستفتاء يهدف إلى الحصول على موافقة شعبية على استمرار مثل هذه التدابير ، فإن التصويت بـ “لا” بات أمرًا شبه مؤكد، وسوف تكون النتيجة هي العجز عن سداد الديون اليونانية ، الأمر الذي سيكون له نتائج مدمرة، وسوف يتعرض للخطر على وجه الخصوص القطاع المصرفي الأوروبي خاصة البنوك الفرنسية مثل سوسيتيه جنرال .

 

ومع ذلك ، فقد أشارت استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة إلى انه إذا كان الاستفتاء يهدف إلى سؤال الناخبين عن رأيهم حول الاحتفاظ بعملة اليورو، فسوف تكون نتيجة التصويت للغالبية العظمى هي “نعم”.

وخلال فترة ما بعد الحرب، من النادر ان تتوافر هذه المجموعة من الظروف الاقتصادية المتوترة. ويتجلى ذلك في حركة مؤشر التذبذب(VIX)، والذي يشار إليه أحيانا باسم مؤشر الخوف. حيث ارتفع هذا المؤشر بنسبة 22% يوم الاثنين،  وبما يزيد عن 13% خلال جلسة التداول يوم أمس.

 

سادت أجواء من الابتعاد عن المخاطرة والتي ظهرت في مؤشر الأسهم الألماني DAX، والذي تراجع بنسبة 5% عن ما كان عليه يوم أمس، بينما تراجع مؤشر كاك 40  (CAC 40) الفرنسي بمعدل اكبر. وكان الدولار الأمريكي ه المستفيد الأساسي في الأسواق المالية، حيث يسعى المستثمرين إلى الأصول الآمنة. وأدى هذا إلى تراجع الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي GBP USD إلى ما دون مستوى 1.6000 مرة أخرى. وفي الوقت ذاته، ارتفع كلاً من الجنيه الإسترليني، الدولار الاسترالي GBP AUD والجنيه الإسترليني/ الدولار النيوزلندي GBP NZD والجنيه الإسترليني/ راند جنوب افريقيا GBP ZAR، حيث يبتعد المستثمرون عن الأصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية.  ومن المحتمل ان يكون تسجل هذه الأزواج الثلاثة المزيد من الارتفاع إلا إذا توقفت هذه الفوضى في منطقة اليورو. ولكن في ظل الأحداث الأخيرة، يبدو ان هذا الأمر غير مرجح.

Exit mobile version