أداء قوي للاسهم الامريكية، ورفض الدولار الامريكي لهذه القوة

كان اداء الاسهم الامريكية جيدا للغاية خلال التداول اليوم، حيث اغلق مؤشر ستاندرد آند بور 500 بالقرب من اعلى المستويات القياسية، وسجل مؤشر ناسداك اعلى المستويات خلال 12 عام. ولسوء الحظ،  فإن قوة الاسهم لم تنتقل الى العملات. في الماضي، كان ارتفاع الاسعار في سوق الاسهم يدل على تحسن معدل الرغبة في المخاطرة، مما كان يساعد على ارتفاع العملات ذات العوائد المرتفعة، ولكن اليوم، كانت ازواج العملات التي من المفترض بشكل طبيعي ان تستفيد من ارتفاع اسعار الاسهم قد سجلت تداولا منخفضا. وكان الانخفاض الأكثر حدة هو ما سجله الدولار النيوزلندي/ الدولار الامريكي، إلا أن الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي والدولار الامريكي/ ين ياباني قد سجلا انخفاضات ايضا.  اغلق اليورو/ دولار أمريكي يوم التداول بارتفاعات إلا أنه كان بعيدا عن اعلى المستويات التي كان قد سجلها في بداية يوم التداول. وكانت العملة الوحيدة التي تبعت الاسهم في الارتفاع وحافظت على ارتفاعها هي الباوند/ الدولار الامريكي. وقد يكون التباعد بين العملات والاسهم أمر مثير للحيرة بالنسبة لبعض التجار الا انه لا يزال هناك طلب على الاصول الامريكية.  ولا يزال اغلب المستثمرين مقبلين على شراء الدولار الامريكي، ومن المحتمل أن يأخذوا استثماراتهم ويقومون بإدخالها في الاسهم الامريكية. وكان ارتفاع الاسهم اليوم يعود الى التزام بيرنانكي بالحفاظ على السياسة النقدية الميسرة. الا اننا مندهشين قليلا من هذه الثقة لأن محافظ البنك الفيدرالي بيرنانكي لم يقل أي شيء جديد. وبدلا من ذلك، فإننا نشعر أن المستثمرين يبدأون في الاعتقاد بأن السوق والاقتصاد يمكنهم التعامل مع درجة اقل من التحفيز الاقتصادي، وبالتالي فإن الانعكاسات السعرية العنيفة التي شهدها الدولار في يونيو لم تعد ضرورية بعد الآن.

وبينما كانت تصريحات بيرنانكي أكثر ميلا الى تسهيل السياسة النقدية أكثر مما توقعه المستثمرون، فمن المهم ان ندرك أن بيرنانكي لم يقل شيء ليغير احتمالية تقليل مشتريات الاصول هذا العام. ولا يزال هناك تباعد كبير بين السياسات النقدية من البنك الفيدرالي والبنك المركزي الاوروبي والبنك البريطاني والبنك الياباني والبنك الاسترالي والتي ستزداد تباعدا عن بعض حالما يقرر البنك الفيدرالي تقليص برنامج مشتريات الاصول في سبتمبر. وفي هذه البيئة، نستمر في توقع ان تزيد قوة الدولار الامريكي  وأن تكون المستويات الحالية فرصة شراء جذابة للدولار الامريكي. وفي الحقيقة، فقط أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ان بعض الاعضاء يدعمون بان يكون هناك جدول زمني أكثر جدة لإنهاء برنامج مشتريات الاصول هذا العام. ونحن نشك أن هذا امر محتمل، إلا أن هذا يعطي إحساس للمستثمرين بمدى التزام صناع السياسة النقدية بتقليل كمية التحفيز الاقتصادي.

وعلى الرغم من ارتفاع المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية،  فإن البيانات الاقتصادية في الاجزاء الأخرى من العالم تدل على مدى الهشاشة المتوادية والتي قد تشجع على المزيد من السياسة النقدية الميسرة في العالم. ويعتبر تباعد طريق معدلات النمو سبب أخر لشعورنا بأن التجار سوف يعودون الى الدخول في صفقات شراء الدولار الامريكي. ارتفعت المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية الى اعلى مستوى خلال 7 اسابيع عند 360 ألف من 344 ألف للاسبوع المنتهي يوم 29 يونيو. وبينما قد يكون هذا أمر مقلق لبعض التجار، إلا ان معدلات البطالة الاسبوع منخفضة، وقد لا تمثل تهديد حقيقي الاسبوع القادم للنظرة المستقبلية لسوق العمل الامريكي أو للدولار الامريكي ، إلا إذا ارتفعت بمقدار 20 ألف اخرى. نشهر بأن النظرة العامة للدولار الامريكي مشرقة وأن عمليات البيع المكثفة على الدولار الامريكي قد يتم اعتبارها كفرصة شراء لبعض التجار.

Exit mobile version