هذا هو السؤال الذي يشغل التجار في سوق الفوركس (سوق العملات الأجنبية) في الوقت الحالي، خاصة أن العوامل الاقتصادية الأساسية تقف موقف التحدي في مواجهة اليورو. وعلى الرغم من أن الخلاف بين المستشارة الألمانية ميركل وبين الرئيس الفرنسي الجديد هولاند يبدو مبالغ فيه بالنسبة لنا إلا أن اليونان تعتبر مشكلة حقيقة بالفعل. وقد اعلن رئيس الحزب الديمقراطي في الليلة الماضية عن أنه قد فشل في تكوين حكومة ائتلافية. وبالتالي يتم تمرير عصا القيادة في الوقت الحالي إلى رئيس حزب اليسار “سيريزا” ، والذي أمامه الآن ثلاثة أيام تكون حكومة ائتلافية. إلا أن هذه الانتخابات قد يصاحبها نفاذ المال من اليونان، مما سيجعل اليونان بالتالي في خطر أكبر مما كانت عليه اثناء الانتخابات في الأجازة الأسبوعية الماضية.
على الرغم من هذه الصورة السلبية لماذا لم ينخفض اليورو إلى ما دون مستوى 1.30؟ بالعودة إلى 2010، كان مجرد ذكر كلمة “مساعدة مالية” يتسبب في انهيار اليورو/ دولار دون مستوى 1.20 في مرة واحدة، فلماذا يقوم اليورو الانخفاض الآن؟ قد يكون هذا لسببين. الأول وكما أشار بعض المعلقين هو أن الأحزاب المعادية لخطة التقشف ليسوا معادين لعضوية منطقة اليورو. وبالتالي فإن جود الانتخابات في أثينا لا يعني الضرورة أن اختراق اليورو الصعودي وشيكًا. وإن لم يحدث شيء فإن الاحتمال الأكبر هو خروج اليونان من مجموعة اليورو، وقد أشار بعض المسئولين في الاتحاد الأوروبي إلى أمر البقاء في مجموعة عملة اليورو هو قرار اليونان نفسها. وقد يكون اتحاد العملة الأوروبية أكثر استقرارًا بدون وجود اليونان.
ومن وجهة نظرنا فإن الاختراق المستمر لمستوى 1.30 لا يزال أمر محتم، إلا أن المشكلة تكمن في أمريكا، فإن كانت أمريكا تقوم بإنتاج +200 ألف وظيفة كل شهر، لتمكن اليورو من اختبار مستويات 1.26 وهي أدنى مستويات سجلها في يناير. ولكن نظرًا إلى أن أمريكا قامت بإنتاج 115 ألف وظيفة فقط في ابريل، فإن احتمالات الدخول الأمريكي في دورة ثالثة للتسهيل الكمي هو احتمال مطروح على الساحة بقوة. وق حافظت أزواج أخرى لليورو على ارتفاعها في ظل ضعف الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي. وقد ترك هذا زوجي العملة اليورو/ ياوند واليورو/ دولار كندي هما الزوجين المحتمل تعرضهما لضغط هبوطي. يتحرك اليورو/ باوند بريطاني في اتجاه هبوطي جيد، ويبدو أن اختبار مستوى 0.8000 وشيكًا، على الرغم من أن هذا الزوج يقع عند أدى مستوياته خلال عدة أعوام.
يتحرك اليورو/ دولار كندي في مدى محصور في الاشهر الأخيرة، حتى يستأنف هذا الزوج اتجاهه الهبوطي التي كان يتحرك فيه مسبقًا، سنحتاج إلى استمرار النغمة المتفائلة من البنك المركزي الكندي أن يزيد خطر الائتمان في منطقة اليورو. و تحدث رئيس البنك المركزي الألماني في الفينانشيال تايمز حول السبب الذي لأجله لا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يقوم بخفض أسعار الفائدة أو يضخ المزيد من السيولة في الأسواق، حيث أن هذا يزيد من المخاطر المعنوية وبنوك التمويل التي يعتبر أساسها غير سليم مما يهدد استقرار البنك المركزي الأوروبي. ونعتقد أن وجهة نظر البنك المركزي الأوروبي سوف تزيد من مخاطر الائتمان في المنطقة مما قد يضغط سلبًا على اليورو.