تعرض اليورو لضغط جديد من عمليات البيع اليوم حيث اخترق مستوى الدعم الاساسي 1.1000 للأسفل ولكنه استقر فوق مستوى 1.0950 مباشرة قبل الاجتماع الاأول لمجموعة اليورو منذ أن صدرت نتيجة التصويت في اليونان بـ” لا” فيما يتعلق بقبول آخر عرض للمساعدة المالية.
ويبدو أنه لا يوجد مجال كبير بين الطرفين للتسوية حيث أن كلاهما متمسك بموقفه، فيصر المسؤولون الأوروبيون على أن أي مفاوضات حول تخفيف عبء الديون لا يمكن أن يحدث إلا في حالة العمل بالإصلاحات المالية وتنفيذها. والحقيقة ان الوضع السياسي لكلا الطرفين بات صعبا حيث يخشى الأوروبيون وخاصة الألمان من أن الاستجابة لمطالب اليونان في هذه المرحة سيفتح الباب لإعادة المفاوضات على الديون للاقتصاديات الطرفية الأخرى في المنطقة والتي تعاني من المشكلة ذاتها. من غير المحتمل ان تقبل اليونان بأي اتفاق لا يعالج المشاكل الاساسية لديها على المدى الطويل والتي تتعلق بالديون.
وانضم البنك المركزي الأوروبي (ECB) الى هذا النزاع ، فارضًا المزيد من الضغط على اليونان بقوله أن برنامج ELA يجب ألا يهدد السياسة النقدية، مما يدل على ان شرايين الحياة التي تقدم الائتمان الى البنوك اليونانية قد يتم قطعها. في الوقت ذاته فإن الوضع في اليونان على أرض الواقع يزداد خطورة كل يوم. ومع تجميد أنظمة الدفع، قد يواجه الاقتصاد اليوناني نقص في الإمدادات الطبية والغذائية خلال أسبوع مما قد يحول بدوره هذا المأزق السياسي إلى أزمة إنسانية.
وعلى الرغم من وضوح المخاطر الاقتصادية، إلا أنه من غير الواضح إذا ما ستتسارع المخاطر السياسية في أوروبا حتى وإن تم التوصل الى حل مؤقت بشأن هذه القضية. وعلى الاقل لا بد أن يستأنف البنك المركزي الأوروبي (ECB) برنامج السيولة ELA الى النظاما لمصرفي اليوناني لكسر الجمود في آليات الدفع. ولهذا الصبب لا يزال البنك المركزي هو صاحب الدور الاساسي في هذه الدراما، ولكن في الوقت الحالي فقد قرر بوضوح أن ينضم إلى مجموعة اليورو بوصفها أكبر جهة الضغط على اليونانيين.
لا يوجد محللين جادين يعتقدون ان اليونان ومجموعة اليورو قد يتوصلان الى اتفاق جذري خلال الايام القليلة القادمة. ولهذا السبب فإن اغلب المراقبين قالوا أن اي اتفاق فوري قد يتضمن إعادة المفاوضات على مواعيد تسديد الديون أكثر من تكون على تخفيف الديون. وقد يقدم مثل هذا الحل للألمان تغطية سياسية بينما سيكون له تأثير عملي لتخفيف عبء الديون على الاقتصاد اليوناني.
في نهاية المطاف لا بد من شطب عبء الديون اليونانية بطريقة أو بأخرى ولكن المشكلة المباشرة التي تواجه جميع الأطراف هي إذا ما كان الاقتصاد اليوناني قادر على تجنب العجز عن سداد الديون خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبدون إعادة الائتمان، فمن غير المؤكد أن اليونان سوف تكون قادرة على البقاء في منطقة اليورو إلى ما بعد هذا الشهر حيث أن “خروج اليونان من منطقة اليورو” يصبح حقيقة واقعة رغم جهود الجميع لتجنب ذلك.