منذ بدية شهر مايو ومؤشر الدولار الأمريكي يشهد ارتفاع حاد من أدنى المستويات التي سجلها في الأول من مايو عند مستوى 78.60 ليختبر المنطقة التي تقع بالقرب من أعلى مستوياته خلال عدة أعوام والتي شهدها يوم 13 يناير حول 81.75. وقد ارتفعت العملة الأمريكية USD وسط ارتفاع الطلب على الاستثمارات الآمنة، حيث تسارعت المخاوف المحيطة بمستقبل اليونان في منطقة اليورو والمخاوف الخاصة بانتقال عدوى اليونان إلى بقية دول منطقة اليورو. وقد يفقد ارتفاع مؤشر الدولار هذا زخمه الآن بسبب العوامل الخارجية السلبية القادمة المتوقعة من منطقة اليورو، حيث أن هذه المخاوف المحلية قد تكون سبب في استمرار احتمالات قيام البنك الفيدرالي بمزيد من الاجراءات الخاصة بتحفيز كمعدل النمو في المستقبل القريب.
وفي الوقت الذي استفاد فيه الدولار الأمريكيUSD من التدفقات المالية إلى الأصول الآمنة بسبب التوترات الخارجية، لا يمكن تجاهل المخاوف المحلية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم الإعلان عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في بداية الأسبوع الماضي مذكرًا السوق بأن البنك الفيدرالي لا يزال يطرح أمامه فكرة التسهيل النقدي الاضافي. وقد ذكر محضر الاجتماع أن التعافي قد يكون فاترًا وهو ما قد يجعل التحفيز الاقتصادي مبررا. وعلى الرغم من أن توقعاتنا الأساسية تشير إلى عدم وود احتمالية بمزيد من التسهيل الكمي، إلا أن البيانات لاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي قد أظهرت بعض التدهور في النشاط الاقتصادي الأمريكي. فقد أظهرت بيانات التضخم أن معدل التغير السنوي لمؤشر أسعار المستهلك قد تراجع إلى +2.3% خلال ابريل، وان مبيعات التجزئة قد أصابها الضعف، كما ام ظهر أي إشارة بالتحسن من تقرير المعدلات الأسبوعية للشكاوى من البطالة الأمريكية، وسجل مؤشر فيلادلفيا الصناعي الفيدرالي قراءة تدل على الانكماش للمرة الأولى منذ سبتمبر 2011. وخلال هذا الأسبوع، سنكون في انتظار عدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية واهمها مبيعات المنازل الموجودة ومبيعات المنازل الجديدة والتقارير الفيدرالية الاقليمية عن القطاع الصناعي وطلبيات السلع المعمرة. وإن جاءت أهذه الأخبار محبطة للآمال فقد يزيد تشكك السوق فيما يتعلق باتخاذ البنك الفيدرالي المزيد من الاجراءات.
من الناحية الفنية، يقترب الدولار من مستويات هامة مقابل العملات الأساسية مما يدل على انه قد يجد مقاومة، حيث تتطلع صفقات شراء الدولار إلى جني الارباح. وقد تباطأ انخفاض اليورو/ دولار قبل أن يصل الاى أدنى مستويات عام 2012، والتي قد تعمل كدعم في المستقبل القريب، ويستمر الدولار/ ين ياباني في مواجهة مقاومة حول قمة مؤشر ايشيموكو كلاود. وقد تسارعت الحركة الصعودية لمؤشر الدولار ويبدو انه يتوقف حول مستوى 81.75.