اخبار اقتصادية

هل يصل الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD إلى 1.6250 ؟!

أظهر تقرير التضخم من البنك البريطاني الاسبوع الماضي ان هناك تحسن كبير في توقعات السوق بشان معدل النمو وسوق العمل، وغيّر بالتالي من الإرشاد المستقبلي  واعتمادا على التوقعات الخاصة بمعدل البطالة، قد يرفع البنك البريطاني اسعار الفائدة في الربع الثالث من عام 2015، حيث من المتوقع ارتفاع معدل البطالة في هذا الوقت الى 7%، بالمقارنة مع الربع الثاني عام 2016  في تقرير شهر اغسطس. وفي الحقيقة فإن توقعات معدل البطالة لدى البنك البريطاني، واعتمادا على  بقاء اسعار الفائدة بدون تغيير، تشير الى أن نسبة 7% قد يتم الوصول إليها في وقت مبكر من الربع الرابع عام 2014.  وبالتالي قد يكون البنك البريطاني من أحد أوائل البنوك المركزية الكبرى التي قد ترفع اسعار الفائدة من بين المجموعة العشرة.

وعلى الرغم من ان توقعات البنك البريطاني قد تغيرت بشكل كبير، إلا ان رد فعل السوق لم يكن كبيرا، حيث تمكن الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي من اختراق مستوى 1.60 للأعلى، ولكن بعد فترة قصيرة من ارتفاع عوائد السندات البريطاني تراجعت للاسفل مرة اخرى. وقد عكس رد الفعل الضعيف من السوق تجاه هذه التوقعات من البنك البريطاني حقيقة ان التغيرات في التوقعات قد جعلت البنك البريطاني متوافق مع توقعات السوق بشأن اسعار الفائدة البريطانية.  وبعد محاولة البنك البريطاني بالثبات على موقفه من الارشاد المستقبلي الداعم للسياسة النقدية الميسرة في تقرير اغسطس الماضي،  أكد البنك المركزي البريطاني على ان السوق كان على حق طوال الوقت.

وبينما لا يؤثر هذا كثيرا على مصداقية توقعات البمنك البريطاني، إلا أن السبب الأكبر وراء المخاوف في السوق هو ان انعدام الاستقرار بهذا الشكل يخلص طريق غير ممهد لرفع سعر الفائدة البريطانية. وإن كان البنك البريطاني قد تمكن من رفع توقعاته بشان رفع سعر الفائدة  بين اغسطس ونوفمبر، فهل يمكنه تغييرها مرة اخرى. وتعتبر هذه أحد المشاكل المتعلقة بالإشراد المستقبلي عندما يتم تثبيته مقابل المتغيرات الاقتصادية: ويزيد هذا من معدل التقلبات في سعر الفائدة (وبالتالي التقلبات في العملة) في كل مرة نحصل على بيانات جديدة من سوق العمل.

قالل البنك البريطاني انه يتوقع استمرار التعافي الاقتصادي ولكن ان يكون معدل النمو الاقتصادي معتدلا العام القادم، وهو أمر متوقع خاصة بعد أن وصلت معدلات الثقة في قطاع الخدمات الى اعلى المستويات خلال 17 عام في اكتوبر. وبالتالي إن تباطأ معدل النمو بشكل ضعيف، فقد يقلل هذا من فرص اي تغيير آخر في توقعات البنك البريطاني  في تقرير التضخم القادم في اكتوبر 2014.

وعلى الرغم من ان توقعات البنك البريطاني قد تغيرن، إلا ان البنك متمسك بروح الارشاد المستقبلي في تقرير الاسبوع الماضي. فقد قال ان معدل البطالة عند 7% لن يكون شرارة اوتوماتيكية لرفع سعر الفائدة مباشرة وأنه لا يزال هناك تباطؤ في الاقتصاد، بما فيها تناقص ساعات العمل في التوظيف.  وبالتالي لا تتوقع ان يرفع البنك البريطاني اسعار الفائدة في وقت قريب. وقد تغيرت البيئة الاقتصادية، ويرغب البنك البريطاني في عكس هذا في سياسته النقدية، ولكن هذا لا يعني ان تضييق السياسة النقدية البريطانية في خطته القريب.

ارتفعت العلة البريكانية الاسبوع الماضي بما يزيد عن 1% بعد تقرير التضخم من البنك البريطاني. وكان الباوند البريطاني أيضًا من أفضل العملات اداءا من بين عملات المجموعة العشرة مقابل الدولار الامريكي منذ بداية هذا الشهر،  حيث ارتفع بنسبة 1% تقريبا. ولكن ظل الباوند صامدا مقابل مستوى المقاومة عند 1.6100 يوم الجمعة. ومن المحتمل ان تكون هناك عمليات جني أرباح بعد هذا الاسبوع الهام بالنسبة للباوند البريطاني، وإن ارتفع السعر فوق مستوى 1.6120 (اعلى سعر سجله يوم 7 نوفمبر) فيمكننا ان نشهد ارتفاع أكبر لهذا الزوج الى مستوى 1.6250.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى