اخبار اقتصادية

هل يتسبب حل ازمة الهاوية المالية الامريكية في انخفاض الاسعار في سوق الفوركس

ارتفعت العملات ذات المخاطر العالية في سوق التداول وذلك في يوم التداول الأول من الأسبوع، حيث كانت هناك موجة صعودية في التعاملات الاسيوية والاوروبية بسبب مشاعر الحماسة من  احتمالية الاقتراب من التوصل الى حل ابشأن الهاوية المالية الامريكية . بعد ظهر يوم الجمعة، قام  المشرعين الامريكيين بإدلاء تعليقات تصالحية بشأن هذه المسألة ما ادى الى ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة وامتداد الزخم  الى اليوم، وكان رد فعل الدولار الاسترالي هو الافضل بين العملات، حيث اقترب من مستوى 1,0400  خلال منتصف جلسة التداول الاوروبية.

ومن ناحية أخرى، كان التقويم الاقتصادي هادئ جدا حيث لم يكن هناك سوى القليل فقط من البيانات الاقتصادية من نيوزيلندا والتي أظهرت أن مؤشر مديري المشتريات ارتفع الى مستوى  57,4 من مستوى  49،9 والذي كان عليه الشهر الاسبق، بينما تراجع مؤشر أسعار المنتجين  من -1.0٪ مقابل توقعات بنسبة 0.3٪. في أوروبا واصلت المؤشرات الاقتصادية إظهار ضعف في ناتج قطاع الإنشارات والذي انكمش  من -2.6٪ مقابل -1.4٪ في الشهر الاسبق، حيث لا يزال هناك تدهور في النشاط الاقتصادي في المنطقة . ومن المتوقع غدا انعقاد اجتماع وزراء مالية الاتحاد الاوروبي لمناقشة وضع خطة الإنقاذ في اليونان ، إلا أن قضية الديون السيادية قلم تعد المحرك السياسي الاساسي  في المنطقة، حيث أصبح مركز الصدارة لصالح ازدياد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي .

وتشير الموجة الاخيرة من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو إلى معاناة المنطقة من حالة من الركود والذي قد ينتقل الآن إلى الاقتصادات الرئيسية في أوروبا. وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة الى مستويات قياسية وتدهور معدل النمو الاقتصادي، قد يكون على  صناع السياسات  في منطقة اليورو التخلي عن موقفهم المتشدد بشأن التقشف أو مخاطر احتمال حدوث ركود أشد وطأة في عام 2013. علاوة على ذلك، وفي ظل تركيز السلطات الامريكية  الآن على حل القضية الهاوية المالية، قد لا تتمكن أمريكا الشمالية من تأدية مهام قائد للنمو العالمي.

تتمحور الحلول السياسية كلها للهاوية المالية  حول فكرة خفض الإنفاق الحكومي وزيادة مجموعة متنوعة من الضرائب. وباختصار، اصبحت الهاوية المالية  مجرد رمز لكلمة السياسة التقشفية. ومن الجدير بالذكر ان السياسات التقشفية تؤدي الى تراجع معدلات الطلب  وتؤدي الى تفاقم الصعوبات الاقتصادية. وقد تكون الولايات المتحدة في عملية من تكرار الأخطاء التي ارتكبتها عام 1938، عندما أقنع التعافي الاقتصادي المتواضع صناع السياسة الأمريكية لتشديد الإنفاق المالي بواسطة “موازنة الميزانية” مما دفع البلاد إلى موجة ثانية من الكساد الكبير. “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى