كانت حركة التداول متباطئة في سوق العملات اليوم، حيث يتحرك اليورو/ دولار داخل نطاق ضيق انتظار لقرار البنك المركزي الاوروبي المقرر الاعلان عنه اليوم في الساعة 11:45 بتوقيت جرينتش. وقد اظهرت البيانات الاقتصادية ان النشاط الصناعي في منطقة اليورو مستمر في الانهيار، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو بالقطاع الصناعي قراءة 46.7 مقابل التوقعات بقراءة 46.5.
وعلى الرغم من ان هذه القراءة أفضل قليلا من التوقعات، الا انها لا تزال دون مستوى الـ 50 والذي يعتبر الحد الفاصل بين الانكماش والازدهار ويظهر من خلال ذلك ان هذا القطاع في ركود في الوقت الحالي حتى في ألمانيا والتي تعتبر الاقتصاد الاكبر في منطقة اليورو. قد يكون الجانب الايجابي الوحيد في بيانات اليوم هو ان الانكماش كان بمعدل بطيء مما يدل على بعض التعافي في معدلات الطلب.
وكانت الاوضاع القاسية في منطقة اليورو قد فرضت ضغط هائل على البنك المركزي الاوروبي لتخفيض سعر الفائدة الاوروبية في اجتماع اليوم. وعلى الرغم من ان القليل من المشاركين في السوق يعتقدون ان قطع سعر الفائدة لن يكون له تأثير كبير على اليورو، إلا انه يعتبر أفضل من لا شيء. وكما اظهرت آخر مؤشرات اسعار المستهلك، فإن المنطقة تعاني من انكماش تضخمي ويجب على البنك المركزي الاوروبي تحفيز معدلات الطلب بأي طريقة ممكنه.
وما هو غير معلوم اليوم هو إذا ما سيعلن دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي عن اي تغيرات في السياسة النقدية مثل خفيف قواعد الضمانات من أجل تحفيز الإقراض للشركات الصغيرة والمتوسطة في الدول الطرفية في منطقة اليورو. وعلى الرغم من البيئة منخفضة الفائدة في اقتصاد منطقة اليورو، إلا ان الاوصاع الائتمانية للشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة لا تزال ضيقة وتساهم في تباطؤ النشاط الاقتصادي بشكل عام.
وفي ظل الطبيعة الحذرة للبنك المركزي الاوروبي، لا يزال من المشكوك فيه إذا ما سيقوم السيد دراجي بأي اعلانات حاسمة اليوم وقد ينتج عن هذا عمليات بيع مكثفة في اليورو/ دولار أمريكي إذا أصاب المستثمرين خيبة أمل. و كان اغلب الارتفاع في زوج اليورو/ دولار امريكية في الاونة الأخيرة بدافع ابتعاد التدفقات المالية عن الدولار الامريكي أكثر منه بدافع ارتفاع الطلب على اليورو، وسوف يكون اجتماع اليوم بمثابة الإشارة الدالة على مدى الدعم الذي تستحقه العملة الاوروبية في السوق الآن.
في الوقت ذاته، بدأت فكرة التباطؤ الاقتصادي في السيطرة على الاقتصاد الآسيوي، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات الصيني الى 50.4 من 50.5 الذي كان عليه الشهر الاسبق. واستمر ضعف الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي، حيث اخترق هذا الزوج مستوى 1.0250 للاسفل مسجلا ادنى مستوياته عند 1.0221. واصبحت الاسواق قلقة بشأن الناتج المحلي الاجمالي الصيني وإذا ما سيأتي بقراءة دون التوقعات، مما سيدل على المزيد من التباطؤ في الاقتصاد الصيني الذي يعتمد عليه الاقتصاد الاسترالي بشكل كبير.