ترددت أصداء تعليقات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي باتلانتا “دنيس لوكهارت” في سوق العملات في التعاملات الأوروبية والآسيوية اليوم حيث واصل الدولار قوته على خلفية تصريحه بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي “وشيك من” رفع سعر الفائدة.
قال “لوكهارت” أنه بالنسبة له لابد أن يكون هناك تدهور واضح في البيانات الاقتصادية حتى يتم تأجيل هذه الخطوة. كان لهذا التصريح تأثير كبير على السوق حيث يعتبر لوكهارت لدى بعض المحللين انه من التيار الوسط وبالتالي فإن كلماته تعني ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون جاد جدا للابتعاد عن مستوى سعر الفائدة الصفري في بداية شهر سبتمبر.
ولكن في الحقيقة، يعتبر لوكهارت أكثر ميلا الى تضييق السياسة النقدية في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ولا تعكس تعليقاته موقف جديد من جانبه حيث أنه دافع عن رفع سعر الفائدة في مناسبات سابقة. وحتى وإن جاءت بيانات العمل من الولايات المتحدة الامريكية بقراءة 200 ألف أو اعلى سهريا، فإن العمال بشكل عام يرون ارتفاع ضعيف للغاية في حركة الاجور بينما ظل التضخم دون المستوىا لمستهدف من البنك الاحتياطي الفيدرالي عند 2%.
وبالتالي لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي سبب اقتصادي بسيط لتضييق السياسة النقدية في سبتمبر واي إجراء قد يكون سياسي أكثر منه اقتصادي في طبيعته حيث يتوق اعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الى الابتعاد عن مستوى الصفر في سعر الفائدة. وسوف نرى إذا ما سيؤيد هذا الاجراء الشهر القادم أكثر الأعضاء ميلا الى السياسة النقدية الميسرة بما فيهم محافظ البنك الفيدرالي نفسها.
واليوم سيحصل السوق على نتائج بيانات تقرير التوظيف الأمريكي بالقطاع الخاص ADP و مؤشر مؤسسة إدارة الدعم الامريكية (ISM) بغير القطاع الصناعي وكلاهما سيقدم إشارات مبكرة عما يمكن من يأتي به تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة. إن جاءت هذه البيانات مخيبة للآمال فقد يتراجع الدولار الأمريكي في جلسة التداول الامريكية. وفي الوقت الحالي وجد اليورو بعض الدعم عند 1.0850 وقد يعود باتجاه مستوى 1.0900 إن جاءت البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الامريكية بقراءة دون التوقعات.
في الوقت ذاته سجل مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات البريطاني انخفاض طفيف الى 57.4 مقابل التوقعات بقراءة 58.00 ولكن ارتفعت الطلبيات الجديدة الى 58.6 مقابل القراءة السابقة عند 57.2. وقبل الاعلان عن هذه الاخبار ارتفع الباوند البريطاني بقوة متجاوزا مستوى 1.5600 ولكن عاد تدلوه الى 1.5575 بعد عمليات جني الارباح بعد الاعلان عن هذه البيانات. يرتقب التجار البيانات البريطانية يوم غد مع توقعات كبيرة أن يكون يوم غد هو الخميس السوبر، حيث من المنتظر الاعلان عن كلا من محضر اجتماع البنك البريطاني و تقرير التضخم من البنك البريطاني و مؤتمر صحفي لكارني محافظ البنك البريطاني.
ولا تزال التوقعات منتشرة بأن البنك البريطاني قد يقوم بتغيير أسعار الفائدة قبل نهاية العام متوافقا مع موقف البنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددا. وللباوند البريطاني قوة نسبية بين العملات الاساسية وإن قالت السلطات البريطانية يوم غد أنهم على استعداد كبير لرفع سعر الفائدة، فقد يرتفع الاسترليني بقوة خاصة مقابل العملات الضعيفة.