نظرة عامة على اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم
قبل اعلان السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم، لا أحد يشتري الدولار الأمريكي. فقد أنهى الدولار الأمريكي تعاملاته يوم أمس على انخفاض مقابل الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الدولار الكندي والنيوزيلندي، ولم يتغير مقابل العملات الرئيسية الأخرى. حتى أن أقوى ارتفاع في النمو السنوي لمؤشر أسعار المنتجين باستثناء الغذاء والطاقة لم يساعد على ظهور طلب دائم على الدولار الامريكي حيث يترقب المستثمرون قرار سعر الفائدة بحذر. المشكلة هي أن الجميع يتوقع من البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء وبالتالي سيكون تغيير سعر الفائدة أقل جزء مثير للاهتمام من قرار السياسة النقدية اليوم. بدلا من ذلك سوف يركز المستثمرون على خطة البنك المستقبلية بشأن اسعار الفائدة، والتغيرات في التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي، ولهجة خطاب يلين وخطط البنك للحد من الميزانية العمومية. وهناك جدل كبير حول كيفية تعامل البنك الاحتياطي الفيدرالي مع كل من هذه القضايا، وبالتال من المتوقع أن يكون رد فعل السوق قويًا. فمن المرجح بالنسبة للدولار الأمريكي ، الذي كان تداوله هادئًا مقابل الين واليورو قبل صدور القرار، أن يخرج من نطاق التداول 1.1165-1.1285 وأن يخرج اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من نطاق التداول و الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY من نطاق التداول 109.50-110.50 .
ونحن في انتظار قرار سعر، سنطرح الأسئلة الرئيسية الموجهة للبنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم:
- 1. هل ستُظهِر الخطة المستقبلية للبنك الفيدرالي رفع لمرة واحدة أخرى في سعر الفائدة في عام 2017؟
.2 ھل سیقدم البنك الاحتياطي الفيدرالي تفاصیل عن کیف تخطيطه لخفض میزانیته العامة البالغة 4.5 تریلیون دولار؟
- 3. هل ستصر جانيت يلين على موقفها بأن ظروف سوق العمل القوية ستعيد التضخم إلى الهدف المحدد له؟
إذا كان الجواب نعم لجميع هذه الأسئلة، فإن الدولار سيرتفع، وإلا، فستكون هناك فرصة للبيع عند الارتفاع.
إن قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بشأن سعر الفائدة هذا الشهر سيكون حول المصداقية. ومن خلال تتبع البيانات الاقتصادية منذ اجتماع البنك الفيدرالي الأخير، يظهر أن هناك المزيد من التحسن في الاقتصاد الأمريكي، ولكن لا أحد منا يمكن أن ينسى خيبة أمل كبيرة في تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي هذا الشهر. فقد كان الاقتصاديون يتوقعون عن 185 ألف وظيفة ولكن لم يأتي هذا التقرير سوى بقراءة 135 ألف وظيفة. ويأتي ذلك بعد القراءة المعدلة الهبوطية في الشهر السابق وزيادة ضعيفة تبلغ 50 ألف في مارس. إن أداء الاقتصاد الامريكي ليس بالمستوى الذي يأمله البنك الاحتياطي الفيدرالي وليس هناك إطار زمني واضح بشأن التخفيضات الضريبية أو التحفيز المالي. إن الدراما السياسية في واشنطن تعيق التقدم في التحفيز الاقتصادي. وسيكون التخلي عن رفع أسعار الفائدة قضية مصداقية رئيسية بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي لأن مشرعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية قد اغتنموا كل فرصة ليقولوا أن هناك حاجة إلى رفع أسعار الفائدة من مرة إلى مرتين هذا العام. ولسوء الحظ ستبقى مصداقيته موضع شك إذا قاموا بتضييق السياسة النقدية لأن البيانات الضعيفة تترك البنك الاحتياطي الفيدرالي عالقا بين المطرقة والسندان. ولحسن الحظ ان الوقت في صالحهم لأن المستثمرين لا يتطلعون إلى رفع في سعر الفائدة حتى ديسمبر.
ونظرًا إلى انه لا يزال أمامنا 6 أشهر قبل اجتماع ديسمبر، نعتقد أنه من السابق لأوانه بالنسبة إلى مشرعي السياسة النقدية أن يخفضوا من دعوتهم لرفع سعر الفائدة مرة أخرى في عام 2017. وسوف تأخذ مصداقيتهم ضربة كبيرة إذا غيروا الإرشاد المستقبلي ثم تغير بعد ذلك بقليل مع تحسن البيانات. لذا، في حين نتوقع من يلين أن تعترف بالانحراف الهابط في التضخم وضعف البيانات، فإنها سوف تقدم أيضا تفاصيل عن تخفيض الميزانية العمومية. إذا كانت لهجتها حذرة مرة أخرى في مارس، إلا أنها سوف تصبح أكثر من ذلك في يونيو، وهذا هو السبب في أننا نعتقد أنه إن حافظت على الباب مفتوحا لرفع آخر في سبتمبر، فمن المتوقع أن يرتفع الدولار بقوة.