اخبار اقتصادية

مبيعات المنازل الأمريكية الجديدة تسجل اكبر انخفاض لها منذ العام الماضي

من الرائع أن نتمكن أخيرًا من القول بأن لدينا يومًا مليئًا بالمخاطر. وكانت التدفقات المالية تجاه أصول الملاذ الآمن قد ابتعدت عن الدولار الأمريكي USD والين الياباني JPY برغم أرقام الميزان التجاري اليابانية التي جاءت أفضل من المتوقع. وانخفضت على الجانب الآخر مبيعات المنازل الجديدة الأمريكية بنسبة 8.4% في شهر يونيو، وهو ما يشكل أكبر هبوط لها منذ فبراير 2011. وقد تباطأ إجمالي عدد المنازل المباعة إلى 350 ألف من 382 ألف، فيما هبط متوسط السعر بنسبة 1.5%. ورغم أن هذا التقرير لا يتسق مع حالة الانتعاش في الأسواق التي أفادتها «بيج بوك»، إلا أن هذا الضعف ليس بمفاجأة بالأخذ في الاعتبار أن مبيعات المنازل الحالية قد هبطت كذلك هبوطًا كبيرًا الشهر الماضي، وهو ما يمكن أن يكون السبب وراء ردة الفعل الصامتة من جانب الدولار. ومع ذلك، فإن التراجع في الأسهم الأمريكية بعد هذا الرقم يدل على قلق بعض المستثمرين من تداعيات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي رأينا، إن أحدث تقارير سوق الإسكان لن يغير من رأي صناع القرار الأمريكيين الذين يعرفون أن أي انتعاش في الإسكان سوف يؤدي لتباطؤ الانتعاش الأوسع للاقتصاد.

ورغم أهمية هذه البيانات الاقتصادية، إلا أن السبب الحقيقي وراء الانتعاش في الشهية للمخاطر يكمن في الآمال المعقودة على إيجاد حل للأزمة الأوروبية. وقد هبط مؤشر ثقة الأعمال الألماني في يوليو، إلا أن هذا لم يمنع اليورو من الارتداد في مقابل كافة العملات الرئيسية. وقد تعرض اليورو لعمليات بيع مفرطة في الأسابيع الأخيرة، ويشير نطاق التعافي اليوم يقينًا إلى تورط مراكز البيع على المكشوف في الأمر. ولأول مرة منذ 10 أيام تداول، هبطت عوائد السندات الأسبانية لأجل 10 سنوات وهو السبب الرئيسي في تعافي اليورو. كما ارتدت الأسهم الأسبانية والإيطالية كذلك بعد أن هبطت بأكثر من 10% منذ بداية الشهر. وكان المحفز لذلك هو الحديث الجاري عن منح ترخيص مصرفي لآلية الاستقرار الأوروبية ESM. تذكر أنه من المفترض أن تحل هذه الآلية محل آلية الاستقرار المالي الأوروبي EFSF كصندوق إنقاذ دائم لأوروبا، ولكن المحكمة الدستورية الألمانية أجلت قراراها بخصوص الموافقة على آلية الاستقرار الأوروبية حتى منتصف سبتمبر. وبتعبير آخر، إن آلية الاستقرار الأوروبية ليست نشطة بعد، وسوف تمضي عدة أشهر قبل أن يتم اتخاذ قرار بشأنها، لذا فإن أي دعم يلقاه زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD سيكون مؤقتًا. ومع ذلك، وعلى ضوء ما يعانيه اليورو من عمليات بيع مفرطة، فإن أي أنباء ولا شك ستكون أنباءً طيبة. وعندما يُمنح الترخيص المصرفي لآلية الاستقرار الأوروبية فإن هذا يعني قدرتها على قبول ضمانات من أسبانيا وإيطاليا وغيرها من البلدان المثقلة بالديون، والاقتراض مباشرة من البنك المركزي الأوروبي. ومع ذلك، ومع ارتفاع تكلفة الإقراض، نجد الطبيعة الائتمانية لآلية الاستقرار محل تساؤل، وحفاظها على درجة تصنيفها «AAA»، يتوجب إجراء إسهامات كبيرة من جانب البلدان الحائزة على هذا التصنيف والتي كانت ترفض بإصرار تقديم دعم نقدي أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى