كان التركيز خلال التداول اليوم في سوق الفوركس موجه ال اليورو وذلك بسبب الانتخابات الألمانية خلال هذه الاجازة الاسبوعية ومؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو. ومن خلال من صدر اليوم من بيانات اقتصادية من منطقة اليورو، يمكن القول ان النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو قد تسارع خلال شهر سبتتمبر، مما عزز الآمال بأن المنطقة مهيئة لتسجيل تعافي اقتصادي قوي وبالتالي قد تلأ الفجوة بين السياسات النقدية لكلا من البنك المركزي الاوروبي والبنك الاحتياطي الفيدرالي. إلا أن بيانات مؤشرات مديري المشتريات اليوم كانت متضاربة، حيث أظهر النشاط الصناعي تباطؤا كما ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قرر الاسبوع الماضي عدم تقليص مشتريات الاصول، وبالتالي سيكون هناك وقت طويل قبل ان تصطف وتنتظم السياسات النقدية في البنك الاحيتاطي الفيدرالي والبنك المركزي الاوروبي. كما انه لم يكن هناك الكثير من البيانات الاقتصادية الامريكية خلال هذا الاسبوع، ولكن هذا لا يحول من احتمالية ان يكون الدولار الامريكي هو قائد التقلبات في سوق الفوركس.
في البداية، هناك العديد من صناع السياسة النقدية في أمريكا الذين من المقرر أن يلقوا بخطابات لهم خلال هذا الاسبوع، ومن الممكن أن تؤثر تعليقاتهم على تشكيل توقعات السوق فيما يتعلق بتقليص مشتريات الاصول من البنك الاحتياطي الفيدرالي. في الاسبوع الماضي كانت هناك تصريحات من “جورج” و”بولارد” الاعضاء المصوتين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، ويبدو ان كلاهما داعم لتقليل مشتريات الاصول في عام 2013. قالت جورج انها كانت معارضة في الحقيقة للقرار الأخير من البنك الفيدرالي وانها قد انتقدت البنك المركزي لأنه لم يوضح اشارات للسوق ليتتبعها ليتنبأ بمثل هذا القرار، قائلة ان هذا يضعف نية البنك تجاه السياسة النقدية، ويخلق هذا نوع من الارتباك وعدم الاتصال بالسوق. أما بولارد فلم ينتقد ما اتخذه البنك الاحتياطي الفيرالي من قرار ولكنه أوضح أنه لا تزال هناك فرصة امام البنك الاحتياطي الفيدرالي ليقلص مشتريات الاصول في أكتوبر. وقال ان القرار هذا الشهر كان منغلقا ونظرا الى ان البنك المركزي لم يشعر أن 10 مليار دولار بالأمر الكبير، فقد قرر التخلي عن هذه الخطوة. وتعتبر المحددات الاساسية التي يمكن استباطها من تعليقاته هذه أن قرار تقليص مشتريات الاصول قبل انتهاء عام 2013 لا يزال خيار مطروح على الطاولة وقد يحد هذا بالتالي من الخسائر بل وقد يدعم الدولار الامريكي ويدفعه للأعلى خلال هذا الاسبوع. وبالتالي سوف نراقب جدول خكابات اعضاء البنك الفيدرالي وإذا ما سيشاركون بولارد وجورج وجهة نظرهم.
يتمثل الخطر الاساسي الذي يواجه الدولار الامريكي خلال هذا الاسبوع في التطورات الجارية في واشنطن. أنهى مجلس النواب الاسبوع الماضي بتمرير مؤقت للتصويت الخاص بالإنفاق والخاص بتمويل الحكومة حتى نهاية العام ولكنه سيحجب أيضًا جميع الأموال الخاصة بخطة الرعاية الصحية التي وضعها أوباما. وكان ينظر إلى هذا على أنه أول طلقة في المعركة الطويلة في واشنطن حول رفع سقف الديون. لم يتبقى الآن سوى ثمانية أيام قبل أن ينفذ النقد كم الحكومة الأمريكية، وبالتالي فإن الرهانات عالية على أن هناك أجزاء كبيرة من الحكومة يمكنها ان تغلق في الاول من أكتوبر، ويضع هذا خطرًا لأول عجز أمريكي عن سداد دينها على الإطلاق. وقد كنا على هذا الطرق من قبل ولكن قد يتم التوصل الى فترة تمداد أو اتفاق ما في كل مرة. إن الرهانات على درجة عالية في السوق وسوف تستمر المناقشات ولكن نعتقد أن التأثير على الدولار الامريكي في نهاية اليوم سيكون محدودًا. ومن الجدير بالذكر ان المرة الأخيرة التي اغلقت فيها الحكومة الامريكية كانت بين 1995 و 1996، وخلال هه الفترة كان مؤشر الدولار قد انخفاض بما يقل عن 1%. وبالطبع، إن لم يتمكن السياسيين من وضع خلافاتهم جانبا والتوصل إلى حل وسط، فقد تصبح الأسواق المالية والدولار الأمريكي في مشكلة كبيرة لكننا نعتقد أن هذا أمر عير محتمل، حيث من المرجح أن يتم التوصل الى اتفاق خلال 11 ساعة.