اخبار اقتصادية

ما الذي يحمله العام الجديد للدولار الأمريكي؟ هل يقبل المستثمرون على شراء الدولار العام القادم؟

في ظل اقتراب عام 2013 من نهايته ،  وتراجع معدلات التقلب في الأسواق المالية ،نريد أن ننتهز هذه الفرصة لمناقشة النظرة المستقبلية لسوق العملات في السنة المقبلة. نبدأ اليوم مع الدولار  الأمريكي قبل أن ننتقل في الأيام القادمة الى اليورو والين الياباني والعملات الأخرى . قبل رأس السنة الجديدة ،نخطط لنشر التوقعات الأخيرة لنا على فوركس بلوج.

في حين أنه قد يبدو وكأنه هذا العام كان جيدا بالنسبة للدولار الأمريكي ، على أساس مرجح التداول ، إلا أن ارتفاع الدولار كان أقل من 1٪ . كان أداء الدولار بشكل جيد للغاية مقابل الين الياباني و الدولار الاسترالي ولكن نظرا الى أن أسبوع واحد فقط هو المتبقي قبل نهاية العام ، فإن تداول الدولار الامريكي كان عند مستويات اقل مقارنة ببداية العام مقابل اليورو والفرنك السويسري و الجنيه الاسترليني. ومع ذلك لا تزال تعتبر هذه السنة سنة جيدة بالنسبة للدولار لأن الخسائر مقابل العملات الأوروبية أقل بنسبة 4 ٪ في حين أن المكاسب مقابل العملات الآسيوية هي أقرب إلى 15 ٪ . وقد كان هذا أيضا  جيدا بشكل عام بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية ، والتي بلغت مستويات قياسية في السوق وسندات الخزانة الامريكي، حيث ارتفعت عائدات السندات 10 سنوات أكثر من 100 نقطة أساس من 1.75 ٪ إلى 2.9 ٪ . ويعتبر هذا الارتفاع المتزامن في الأسهم و عوائد السندات هو انعكاس ل توقعات إيجابية للسوق على اقتصاد الولايات المتحدة . ويدلنا الأداء المختلط للدولار  بأن النمو النسبي والاختلاف في السياسة النقدية قد لعبا دورا أكبر في تداول العملات في عام 2013 أكثر من معدلات شهية السوق للدولار.

ويعتقد العديد من المستثمرين أن 2014 سيكون عام لشراء الدولار . في شهر ديسمبر، قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي أن الوقت قد حان للبدء في تفكيك أكبر لبرنامج التحفيز الاقتصادي أكثر من أي وقت مضى ، وبينما كان مقدار الانخفاض في شراء السندات الشهري صغير ، فإنه بمثابة نقطة تحول كبرى في السياسة النقدية الأمريكية. وقد أشار برنانكي إلى أن البنك قد خطط للحد من مشتريات السندات على أساس ثابت في السنة المقبلة ، وبذلك في نهاية المطاف سيتوقف التسهيل الكمي . سنناقش هذا في مزيد من التفاصيل في وقت لاحق ولكن أولا ، ويأتي في وقت حل التحفيز الاقتصادي عندما يتحول معدل النمو الاقتصادي من الشرق إلى الغرب –  وبالتالي فإن عام 2014 هو عام يتألق فيه الاقتصاد الامريكي. على مدى العقد الماضي ، كانت قصة النمو الاقتصادي في آسيا وتحديدا الصيني المهيمن على الاسواق ولكن في السنة المقبلة ، سيكون معدل النمو أسرع في الولايات المتحدة و تباطؤ النمو في الصين سبب في جعل الأصول الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين. وبنسبة 7٪ ، من المتوقع ان ينمومعدل نمو الصين متجاوزا معدل النمو في الولايات المتحدة 2014  عند 3 ٪ ولكن يتسارع معدل النمو في الولايات المتحدة في حين يتباطأ معدل النمو الصيني. في وقت سابق من هذا الشهر ، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على اتفاق الميزانية  الأمر الذي من شأنه أن يؤدي الى تجنب اغلاق حكومة أخرى في منتصف يناير القادم. ولا يزال النقاش حول سقف الديون في حالة من عدم اليقين ولكن مع انتخابات التجديد النصفي التي تلوح في الأفق، سيكون لدى بعض السياسيين في واشنطن الرغبة في قتال مالي آخر. وبالتالي مع  تخفيض البنك الاحتياطي الفيدرالي لمشتريات الاصول،  سيتم رفع اسعار الفائدة الامريكية، جاذبا المستثمرين الاجانب بعيدا عن الاقتصاديات  الاسيوية التي تعتبر عرضة للنمو الصيني الأضعف. و ستكون المزيد من الاستثمارات الاجنبية إيجابية بالنسبة للدولار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى