ما الذي نحتاج لأن نراه من تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي?!!
كانت جلسة التداول هادئة للغاية قبل الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي في السوق حيث كانت اغلب العملات الاساسية تتحرك في نطاقات ضيقة حيث يستعد التجار للحدث الأهم من الاسبوع – من المقرر الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي من الولايات المتحدة الامريكية في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش.
وكانت الحركة الوحيدة المميزة في سوق الفوركس من الدولار الاسترالي AUD والذي ارتفع بمقدار 25 بيب في اعقاب تقرير السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) والذي ان متفاءلا بشان الاقتصاد االاسترالي ولكن الاكثر اهمية من من هذا أن الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD قد ينخفض حالما يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة تضييق السياسة النقدية. كان هذا في الواقع اعتراف ضمني بأن البنك الاحتياطي الأسترالي قد انتهى من خفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن، وبالتالي كان ينظر السوق الى هذا بشكل إيجابي مع عودة الدولار الاسترالي AUD الى 0.7400.
وبعد عمليات البيع العشوائية طوال الصيف، يبدو أن الدولار الأسترالي قد وجد دعم متوسط عند 0.7250 ، وطالما ان البيانات الأمريكية ايجابية فمن المتوقع ان يحافظ الدولار الأسترالي على ادنى مستوياته وأن يبدأ في الارتفاع نتيجة عمليات البيع على المكشوف باتجاه مستوى 0.7500.
وفي هذه المرحلة تعتمد على الحركات السعرية في سوق الفوركس على قوة الدولار الامريكي حيث يقوم السوق بتقييم إذا ما سيقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة في سبتمبر أم ديسمبر. وكانت التصريحات التي ادلى بها “لوكارت” رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في اتلانتا سبب في حركة العملة الأمريكية في بداية هذا الاسبوع حيث قال أن الوقت قد حان للبدء في رفع سعر الفائدة. ولكن نظرا لاعتراف لوكارت بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حساسا للبيانات الاقتصادية عندما يتعلق الأمر بقرار سعر الفائدة، فإن تقرير التوظيف الامريكي هذا الشهر سيكون ذو أهمية خاصة في السوق.
ونعتقد أن اول رفع في سعر الفائدة سيكون في شهر سبتمبر. ويحتاج تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي أن يسجل قراءة فوق 200 ألف و يحتاج معدل نمو الأجور أن يرتد للاعلى بنسبة 0.2% شهريا على الأقل.
وقد كانت البيانات الهامة متضاربة قبل الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي. وبينما يدل بند التوظيف في مؤشر مؤسسة إدارة الدعم الامريكية (ISM) و معدلات الشكاوى من البطالة الأمريكية الاسبوعية ومعدلات البطالة المستمرة على قوة الطلب في سوق العمل مما يعادل تأثير البيانات الاقتصادية السابقة. والأكثر ضررا للدولار الأمريكي هو أن يأتي تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي تحت 200 ألف وقد يعاني من انخفاض مؤشر ثقة المستهلك.
ومن الصعب الاعتقاد بأن مؤشر ثقة المستهلك سوف يضعف مع انخفاض أسعار الطاقة إلا إذا تباطأت الأجور. وقد يأتي تقرير التوظيف بقراءة فوق 200 ألف ولكن لا يزال معدل نمو الاجور راكد وتحت هذه الظروف سيكون رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أكثر إشكالية. وعلى الرغم من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يحاول إقناع السوق أن موقفه تجاه السياسة النقدية معتمد على البيانات الاقتصادية فقط، فإن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لن تقوم بتغيير السياسة النقدية إلا إذا اقتنعت بأن رفع سعر الفائدة لن يقوم بإضرار ثقة المستهلك. وإن ظلت الأجور ضعيفة فسوف تكون الثقة هشة ومن المحتمل أن يأخذ البنك الاحتياطي الفيدرالي جانب الحذر.
إن جاءت قراءة هذا التقرير أقوى من التوقعات فسوف يؤدي هذا الى ارتفاع الدولار الامريكي و سوف تكون المستويات الهامة التي لابد من مراقبتها هي 125.50 في الدولار الامريكي/ الين الياباني و 1.0800 في اليورو/ الدولار الامريكي. وقد يكون اختراق هذه المستويات بداية ضلع جديد في ارتفاع الدولار الامريكي.