مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية تقر بارتفاع النشاط الاقتصادي
يبدو أن النشاط في قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكية يواجه تأثيرات أزمة الديون السيادية الأوروبية. فوفقًا لمؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM)، ارتفع مؤشر مديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية بمقدار 1.9 نقطة خلال نوفمبر إلى مستوى 52.7، وذلك مع الارتفاع القوي في معدلات الإنتاج، والطلبيات الجديدة، وطلبيات التصدير الجديدة.
استمرار قوة النشاط الصناعي
استمر النشاط الصناعي في الارتفاع القوي، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في أوروبا وفي الاقتصاد العالمي ككل. وقد ارتفع مؤشر القطاع الصناعي الصادر عن مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM) بمقدار 1.9 نقطة ليصل إلى مستوى 52.7 في نوفمبر، وبهذا أصبح هذا المؤشر عند أعلى مستوى له منذ شهر يونيو الماضي. ويتوافق هذا المؤشر الصادر عن مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM) مع القيمة الحقيقية لمعدل نمو الإنتاج المحلي الإجمالي الذي يقع حول نسبة 3.6% (معدل سنوي). وتشير توقعاتنا إلى أن معدل النمو خلال الربع الرابع سيكون اقل من هذه النسبة المذكورة بنسبة 0.5%.
وفيما يتعلق البنود التي شملها مسح مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM) في نوفمبر، فقد تحسنت اغلب هذه البنوك متضمنة الإنتاج والطلبيات الجديدة. فقد ارتفع مؤشر الإنتاج بمقدار 6.5 نقطة ليصل إلى 56.6%، وهو أعلى مستوى منذ أبريل الماضي. وقد يكون هذا الارتفاع يعود إلى ارتفاع إنتاج السيارات بعد تراجعها في الفترة السابقة نتيجة نقص قطع الغيار اليابانية بسبب الزلزال الأخير. كما قد يعود سبب ارتفاع إنتاج السيارات إلى ارتفاع معدل اكتشاف الطاقة وكل المدخلات المتعلقة بصناعة السيارات مثل معادن الاستيل والمعادن المصنعة. وقالت القليل من الشركات أن نقص الإمدادات بسبب الفيضانات في تايلندا قد يكون له تأثر سلبي على أعمالهم، وقد يكون هذا احد أسباب انخفاض الواردات أكثر خلال شهر أكتوبر بمقدار 0.5 نقطة ليصل إلى مستوى 49.0 نقطة.
استمرار معدل نمو الطلبيات الجديدة وفقًا لتقرير النشاط الصناعي
وفقًا لما جاء من بنود في مؤشر مديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية الصادر عن مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM)، ارتفع بند الطلبيات الجديدة بمقدار 4.3 نقطة ليصل إلى مستوى 56.7 نقطة، وهو أعلى مستوى تسجله الطلبيات الجديدة في هذا المؤشر منذ شهر ابريل الماضي. ويظهر من خلال هذا التحسن أن المصنعين يتجاوزون المخاوف التي جاءت بعد انهيار المحادثات بشان سقف الديون في أمريكا وبعد تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي. ومع هذا الارتفاع، تعتبر الطليات الجديدة في الوقت الحالي عند مستوى يفوق قراءة مستوى المؤشر العام، الأمر الذي يعتبر مبشرًا بالخير وقد يكون دلالة على تسارع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الصادر مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM) في المستقبل.
كانت طلبيات التصدير الجديدة قد سجلت ارتفاعًا بمقدار 2.0 نقطة لتسجل مستوى 52.0 نقطة خلال نوفمبر، بينما انخفض مؤشر الواردات بمقدار 0.5 نقطة لتصل إلى مستوى 49.00 نقطة. وتؤكد هذه الاتجاهات على ما جاء من تقارير من الموانئ الرئيسية في جميع أنحاء البلاد. فقد جاء في تقارير من ميناء لوس انجلوس وميناء لونج بيتش، واللذان يمثلان 40% من حركة الحاويات في أمريكا، أن هناك بعض التباطؤ في نشاط الحاويات المستوردة من الخارج بالإضافة إلى أن معدل النمو مستمر في نشاط الحاويات الخارجة من البلاد. وقد تم تسجيل نفس هذه الاتجاهات في التقارير الصادرة عن ميناء سافانا وهو رابع اكبر ميناء للحاويات في أمريكا، وعن ميناء ايست كوست الذي يعتبر الميناء الأسرع نموا في أمريكا. وقد يكون التباطؤ في كثافة الواردات بسبب توخي بائعي التجزئة الحذر قبل موسم التسوق في الأجازة. ومهما كان السبب فإن استمرار قوة الصادرات مع بعض التباطؤ في الواردات قد يعزز من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من العام.
كانت النقطة الضعيفة الوحيدة في التقرير الصادر مؤسسة إدارة الدعم الأمريكية (ISM) لشهر نوفمبر هو انخفاض مؤشر التوظيف بمقدار 1.7 نقطة ليصل إلى مستوى 51.8 نقطة. وعلى الرغم من هذا الانخفاض إلى إلا يزال فوق مستوى ال50 والذي يعتبر الحد الفاصل بين الانكماش والتعافي. ومن الجدير بالذكر أن هذا المؤشر يقع فوق مستوى ال 50 خلال ال 26 شهرا الماضية.