كان عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات الامريكية بشان الميزانية سببا لجعل المستثمرين واقفين على المحك. فعلا تزال قضية الهاوية المالية هي الاولوية الكبرى حيث تستمر المناوشات باستخدام الألفاظ السياسية في تصدر العناوين الاساسية في السوق والتي تمثل مصدر خطر لحركة الاسعار. و وكان الجمهوريون في أمريكا قد قاموا بتقديم اقتراح جديد يوم امس يتعلق بالعجز، مطالبين بأن يوفر عائد الضرائب المرتفعة مبلغ 800 مليار دولار. إلا أن هذا لا يمثل سوى نصف ما اقترحه الرئيس باراك أوباما والذي يعتبر مطلوبا لتحقيق الاصلاح الضريبي فقط، وهو ما قد يؤجل اي زيادات في الضريبة. وبالتالي اصبح من الواضح انه من غير المحتمل التوصل الى اتفاق حتى الدقيقة الأخيرة، وحتى ذلك الحين ستكون هناك حالة من الإحباط في اسواق رؤوس الأموال.
واليوم لا توجد الكثير من البيانات من اوروبا، حيث كان مؤشر مديري المشتريات البريطاني بقطاع الانشارات في أكثر البيانات اهمية اليوم في الجلسة الاوروبية. وسوف يستمر المستثمرون في التركيز على ما قد يأتي به اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو حيث من المتوقع ان يقوموا بمناقشة اي اقتراحات بشأن إشراف بنك موحد على كل الاعضاء في منطقة اليورو. وكان مؤشر مديري المشتريات بقطاع الانشاءات في بريطانيا قد سجل انكماش خلال الشهر الماضي وذلك بعد الارتفاع البسيط الذي كان قد سجله خلال اكتوبر الماضي (تراجع اليوم الى 49.3 من 50.9)، حيث تراجع بند المشروعات الجديدة ومعدل ثقة المستهلك وفقا لبيانات هذا المؤشر، كما ارتفع معدل تسريح العمالة من الشركات في هذا القطاع بأسرع معدل خلال عامين. ويبدو ان قراءة مؤشر مديري المشتريات لشهر نوفمبر تدل على ان قطاع الانشاءات البريطاني لديه مساحة اكبر للانخفاض أكثر. وبالتالي فإن كلا من “اوسبورن” و”كينج” محافظ البنك البريطاني والمحافظ المستقبلي للبنك البريطاني “كارني” تواجههم مهمة صعبة لتقديم المزيد من الدعم لقطاع الإنشاءات البريطاني والذي يقع تحت الضغط من كل الاتجاهات.