اخبار اقتصادية

كيف سيكون رد فعل الدولار الامريكي لبيان اللجنة الفيدرالية خلال التداول اليوم

كان الدولار الامريكي قد تعرض لعمليات بيع تدريجية منذ الاجتماع الاخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن مع بداية الاجتماع التالي للبنك الفيدرالي، شهنا ارتفاع واسع النطاق للدولار الامريكي. وليس من المتوقع ان يخطأ التجار في ارتفاع الدولار الامريكي بسبب تجدد الطلب على العملة لأن هذا يمثل انخفاض في صفقات بيع الدولار الأمريكي. وكان من المفترض ان يؤدي انخفاض انفاق المستهلك الامريكي الى دفع العملة الامريكية للأسفل ولكن بدلا من هذا ارتفعت العملة بسبب وجهة النظر بأن أي مفاجآت من البنك الاحتياطي الفيدرالي ستكون ايجابية، ويستعد السوق لأن تكون هناك تعليقات حذرة من البنك المركزي والتي سينتج عنها في الغالب توقعات بعدم تقليص مشتريات الأصول حتى عام 2014 . وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يفاجئ بها البنك الاحتياطي الفيدرالي  السوق  هي التقليل من شأن تدهور البيانات حديثة و الإشارة إلى أنها تبدو أقل تشاؤما . تعتبر فرصة حدوث ذلك ضئيلة جدا ولكن لا يمكن القول بأنه ليس وارد على الإطلاق لأنه من المتوقع على نطاق واسع ان يتجدد زخم التعافي الاقتصادي في نوفمبر  القادم بعد التباطؤ الذي عانى منه الاقتصاد الأمريكي في اكتوبر . لكن لن يقوم المجلس الاحتياطي  الفيدرالي باتخاذ إجراء مفاجئ ومن المفترض ان يستمر أي تعافي اقتصادي في نوفمبر الى شهر ديسمبر. وبدلا من ذلك فمن المرجح أن ينتظر البنك الاحتياطي الفيدرالي حتى تتحسن البيانات الاقتصادية قبل أن يُظهر أي نوع من التفاؤل لأن انحرافهم عن هذا قد يكون معناه ارتفاع سعر الفائدة وتعريض التعافي الاقتصادي للخطر.

وفي الوقت نفسه،  كان أداء الاقتصاد الأمريكي  أقل من التوقعات في سبتمبر، مما يتيح لواضعي السياسات النقدية الكثير من الأسباب ليكونوا على درجة كبيرة من التوتر . فقد تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.1٪ الشهر الماضي ، وبينما  كان من الممكن ان تكون هذه البيانات أسوأ ، إلا أن ثقة المستهلك و نمو فرص العمل قد تدهورت أيضا . تقلصت معدلات الطلب من المستهلكين في أمريكا للمرة الاولى  منذ مارس على الرغم من نمو المبيعات باستثناء مشتريات السيارات و الغاز بنسبة 0.4 ٪ مقابل قراءة  0.1 ٪ في الشهر السابق . ويبين تقرير المبيعات يوم امس مدى ضعف الوضع الاقتصادي قبل اغلاق الحكومة الأمريكية ، وللأسف زادت هذه الأوضاع سوءًا في أكتوبر  فقط بسبب الاختلال الذي حدث في واشنطن . ونتيجة لذلك ، يمكن أن تستعد الولايات المتحدة لأن يكون هناك انخفاض آخر في مبيعات التجزئة في اكتوبر.  مرة أخرى إلى الوراء في . كما انخفضت أسعار المنتجين بنسبة 0.1٪ أيضا ، والذي كان أول انخفاض منذ مارس. على أساس سنوي ، تباطأ نمو مؤشر أسعار المنتجين من 1.4٪ إلى 0.3 ٪ ، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2009.

 وبينما لن يعبأ الدولار الامريكي بنتيجة تقرير مبيعات التجزئة الامريكية، قد يكون منا لصعب للغاية بالنسبة للبنك الفيدرالي تجاهل انخفاض التضخم وضعف انفاق المستهلك. وعلى الرغم من انخفاض معدل البطالة بنسبة 0.4% في الفترة بين يونيو وسبتمبر، إلا ان الربع الثالث من العام كان قاسيًا على الاقتصاد الامريكي وبينما من غير المتوقع أن يغير البنك الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية اليوم، إلا أن وصفه للاقتصاد قد يكون أقل تفاؤلا. كان سبتمبر هو الشهر الأخير  الذي تتأثر فيه البيانات الاقتصادية بإغلاق الحكومة الامريكية الاخير، وخلال الشهرين القادمين، سوف يُسقِط كلا من المستثمرين والبنك المركزي اي تقرير اقتصادي قادم. وعندما اجتمع البنك الفيدرالي في سبتمبر، قال ان السوق العقاري كان في قوة وأن سوق العمل يُظهِر المزيد من التحسن ، ولكن لسوء الحظ تدهور كلا القطاعين منذ ذلك الحين. في بين اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة،  يمكن أن يعترف البنك المركزي بالضعف الأخير ويقول أن التعافي قد تراجع بسبب اغلاق الحكومة وقد يكون هذا كافيًا لزيادة قوة التوقعات بتقليص مشتريات الاصول في عام 2014 بدلا من 2013 .

 منذ اجتماع البنك الفيدرالي الاخير، كان هناك الكثير من الوقت امام المستثمرين ليضعوا توقعاتهم بتأجيل اتخاذ اي اجراء من البنك الفيدرالي خاصة خلال اغلاق الحكومة. وفي الشهرين الماضيين، كان الدولار قد انخفض بنسبة 4% مقابل اليورو والفرنك السويسري وبما يزيد عن 5% مقابل الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي. ويعتبر الانخفاض بنسبة 1% للدولار الامريكي/ الين الياباني هو انخفاض معتدل بالمقارنة مع انخفاض الدولار امام العملات الاخرى، ولكن لا يزال المستثمرون يقومون ببيع الدولار الامريكي مقابل جميع العملات الاساسية. وبالتالي يتأكد من هذا توقع السوق بأن البنك الفيدرالي لن يقوم بتقليص مشتريات الاصول خلال هذا العام، ولكن في ظل اهمية بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لا نزال نتوقع ان يكون هناك رد فعل من الدولار الامريكي تجاه لهجة البنك المركزي ولكن قد تكون هذه الحركة من الدولار محدودة بحيث قد تكون اقل من 1% مقابل جميع العملات الاخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى