اتسمت جلسة التداول في آخر يوم من التداول هذا الاسبوع بالهدوء، حيث استقرت حركة العملات في سوق الفوركس داخل نطاقات تداول ضيقة وحاول الدولار الأمريكي تعويض بعض ما تكبده من خسائر بعد الضغط الهبوطي الي اصابه من البنك الفيدرالي. يقوم سوق الفوركس في الوقت الحالي باستيعاب تأجيل قرار تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي، وبالتالي عاد التركيز على الحروب السياسية الوشيكة في مقاطعة واشنطن بالاضافة الى الانتخابات الوشيكة في ألمانيا.
كان اليورو أكثر ضعفا بسبب انتظاره للانتخابات الألمانية خلال اجازة نهاية الاسبوع والتي لا تزال لصالح اعادة انتخاب انجيلا ميركل كرئيس للاغلبية الحاكمة. وكان اداء الاقتصاد الألماني أفضل بكثبر من بقية الدول في منطقة اليورو وتدل الحكمة التقليدية أن المصوتين سيقومون بإعطاء صوتهم مرة اخرى لميركل. ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي قبل الانتخابات لا تقدم الكثير من الوضوح، فوفقا لهذه الاستطلاعات لم يحدد جزء كبير من الرأي العام رأيه بعد.
وهناك فرصة صغيرة ولكنها حقيقية بأن ميركل لن تكون قارة على تحقيق غالبية حاكمة مع شركائها الحاليين والمتمثلين في الديمقراطيين الاحرار. إن فشلت ميركل في ربح الغالبية فقد تكون مضطرة الى التفكير في ائتلاف موسع مع معارضيها الاساسيين وهم يسار الوسط الديمقراطي الاشتراكي بقيادة “بيير ستينبرك”. وعلى الرغم من ان هذه الاغلبية السوبر قد يكون لها ميزة تشريعية في بوندسبانج ، إلا أنه لا مفر من التنازلات في السياسة وقد تكون احتمالية الحكم في مثل هذا النموذج غير العملي سبب في اعاقة قدرة ميركل على القيادة ورد الفعل السريع للقضايا الاساسية في منطقة اليورو.
في الوقت ذاته، من المحتمل ان تكون القضايا السياسة هي ما يشكل الاتجاهات الحالية في الاسواق. ومع عودة الكونجرس الى العمل في واشنطن، لا يظهر أيًا من الحزبين الرغبة في التنازل في القضايا الاساسية الخاصة بالعجز في الموازنة وحد سقف الديون. يشعر الحزب الجمهوري بأن اوباما قد اصبح ضعيفا بسبب طريقة تعامله مع الأزمة السورية، وبالتالي فإن تعنتهم قد يزداد حدة يوما بعد يوم مع احتمالية ان أمريكا قد تواجه اغلاق آخر للحكومة.
وإن تحققت هذه السلسلة من الأحداث، فلا شك بأن هذا سيكون عامل اساسي لزعزعة الاستقرار في الاسواق المالية، حيث قد يؤدي الخلاف في واشنطن الى تقلبات في وول ستريت. وفي الوقت الحالي، استقر الدولار الامريكي عند المستويات الحالية وتدل حركة السعر الباهتة اليوم على انه قد يكون هناك ارتفاع بسيط بمساعدة بعض عمليات البيع على المكشوف . ومع ذلك، إن بدأت التطورات خلال الاسابيع القليلة القادمة في الدلالة على ان الحرب السياسية في واشنطن لا يظهر عنها أي اشارات من الحل، فقد تضعف العملة الامريكية مرة أخرى، حيث تبدأ أسواق العملات في السوق بالخوف من عدم إنهاء برنامج التسهيل الكمي من جانب البنك الفيدرالي.