اخبار اقتصادية

سوق الفوركس- قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل عودة المشترين بقوة

سوق الفوركس- قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل عودة المشترين بقوة

 

هل تعتبر عمليات البيع المكثفة في أسواق الأسهم الأمريكية تصحيح صحي أم بداية انهيار؟ الحقيقة أنه من المبكر الإجابة على هذا السؤال ولكن ما هو واضح تمامًا هو أنه عندما يكون هناك عمليات بيع مكثفة في اسواق الاسهم العالمية، يكون الدولار الأمريكي و الين الياباني من افضل العملات أداءً.  وقد كان هذا هو الحال في الأسبوع الماضي عندما رأينا الين الياباني والدولار الأمريكي يتجهان للاعلى على جميع القطاعات. ويعتبر أداء الين الياباني دائما أفضل من الدولار (إلا إذا كان مصدر المخاوف يأتي من آسيا) في حين أن الدولار الأمريكي يتفوق على العملات الرئيسية الأخرى. وكانت العملة الأكثر تضررا من جراء عمليات البيع المكثفة في الأسهم الأمريكية هي الجنيه البريطاني يليه اليورو بينما كانت العملات الأكثر مرونة هي الدولار النيوزيلندي والفرنك السويسري.   ومع عدم صدور بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة الأمريكية ، كان الارتفاع الحاد في التقلبات وتدهور معدلات الرغبة في المخاطرة هي التي تُرشِد تدفقات الدولار.  وحتى لو كان التصحيح قد انتهى، فإن أي شخص يكون راضي خلال فترات الارتفاع البطيء والمطرد في الأسهم  قد حصل على إنذار كبير هذا الأسبوع، الأمر الذي يمكن أن يجعلهم مترددين في العودة إلى السوق بنفس الحماس.  والسبب الرئيسي وراء تعرض الأسهم إلى عمليات بيع مكثفة واسعة النطاق هو الارتفاع الحاد في عوائد سندات الخزانة الامريكية، ومع تجاوز عوائد سندات الخزانة الامريكية لأجل 10 سنوات مستوى 2.8%، فإن الاقتصاد الامريكي يواجه خطرًا حقيقيًا جدا لأن ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا على تكاليف الاقتراض لأصحاب المنازل والمستهلكين والشركات.  وتعود البيانات الأمريكية مرة أخرى لتكون موضع مراقبة من التجار خلال هذا الأسبوع حيث من المقرر الاعلان عن  مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة ، ولكن ستستمر حركة الاسهم وسندات الخزانة الامريكية في قيادة حركة التدفقات المالية المتعلقة بعملتي الين الياباني والدولار الامريكي.  وإذا انخفضت الأسهم أكثر من ذلك، فسوف يمتد الدولار الأمريكي USD و الين الياباني في ارتفاعاتهما مع اختراق الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY  مستوى 108.00.  وإذا استقرت الاسهم، فمن المتوقع أن نرى تماسك في حركة الأسعار  بدلا من الشراء لأن المستثمرين سيكونوا في حاجة لبضعة أسابيع من الانتعاش أن يقتنعوا بأن الخسائر قد انتهت.

 

 إن الضعف النسبي الذي تعرض له الإسترليني أمر مفاجئ مع اعتبار أن البنك البريطاني كان يميل الى تضييق السياسة النقدية بشكل واضح تمامًا.   وفي تقرير التضخم ربع السنوي، قام البنك المركزي بتحديث توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي لعامي 2018 و 2019، وقال أن أسعار الفائدة قد تحتاج إلى الارتفاع في وقت مبكر وبشكل أسرع مما كانوا يعتقدوه في نوفمبر.  وقد فاجأت هذه الدرجة من الميل إلى تضييق السياسة النقدية السوق تمامًا خاصةً مع تباطؤ قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات في شهر يناير.   وذكر البنك أن السبب وراء الميل الكبير الى تضييق السياسة النقدية يكمن في  الطاقة الاحتياطية المحدودة وارتفاع الطلب  وارتفاع الاجور وزيادة الانتاجية وانخفاض البطالة وارتفاع معدل النمو الاقتصادي العالمي النمو العالمى.   ولسوء الحظ، فإن البيانات الأضعف من التوقعات، وقوة الدولار الأمريكي، والمخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حالت دون ارتفاع العملة .  وبعد قرار سعر الفائدة، علمنا أن الإنتاج الصناعي والنشاط التجاري قد تدهورا خلال شهر ديسمبر، مما يلقي ظلالا من الشك على  ميل البنك البريطاني إلى تضييق السياسة النقدية.  والأهم من ذلك أن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا تسير على ما يرام.  واتهم ديفيد ديفيس البريطاني الاتحاد الاوروبي بالتصرف بدون حسن نية ووصف اللهجة التي جاءت في وثيقة اللجنة  بأنها مثبطة.  وفى يوم الجمعة حذر كبير مفاوضى الاتحاد الاوربى من ان وجود “فترة انتقالية” ليست بالأمر الهام.  لذلك، بدلا من إحراز تقدم الأسبوع الماضي، عادت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطوة إلى الوراء وأدى هذا إلى إصابة مشتري الاسترليني بالذعر ، وقد ألقت هذه المشكلة بظلالها على ميل البنك البريطاني الى تضييق السياسة النقدية.  وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية المرتقب الاعلان عنها خلال هذا الأسبوع، من المقرر أن تصدر تقارير عن التضخم ومبيعات التجزئة من المملكة المتحدة، وإذا جاءت البيانات بنتائج مفاجأة إلى الجانب السلبي كما نتوقع، قد يكون من الصعب على الجنيه الإسترليني أن يرتفع.  ومع أخذ ذلك في الاعتبار، عندما يستقر الجنيه الاسترليني، من المتوقع ان يرتفع بقوة  مع عودة الاهتمام بسياسة البنك البريطاني إلى الصدارة مرة أخرى.

 

 وعلى الرغم من أن اقتصاد منطقة اليورو يعتبر أحد أكثر الاقتصاديات مرونة، إلا أن الامر سيكون مسألة وقت فقط قبل أن تتعرض العملة الاوروبية لضغط معدلات كره المخاطر وقوة الدولار الامريكي.  وعندما اغلق اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD أخيرًا تحت مستوى  1.24  بعد تماسكه فوق هذا الميتوى خلال أغلب الوقت من الاسبوع الماضي، تكثفت عمليات البيع ودفعت اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD تجاه مستوى 1.22. ولم تكن هذه الحركة بسبب البيانات الاقتصادية، حيث عادل تأثير النتائج الأفضل من التوقعات عن الإنتاج الصناعي و طلبات المصانع من ألمانيا تلك النتائج الأسوأ من التوقعات التي جاءت عن الحساب الجاري والميزان التجاري.  ويبدو أن المسؤولين في منطقة اليورو غير قلقين بشأن ارتفاع اليورو وتحدثوا في اغلب الوقت عن أهمية الإرشاد المستقبلي.  وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية من منطقة اليورو خلال هذا الأسبوع، فلا توجد بيانات هامة سوى الناتج المحلي الإجمالي من ألمانيا ومن منطقة اليورو للربع الرابع وهي البيانات المقرر الاعلان عنها يوم الأربعاء. وهناك مستوى دعم هام لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بالقرب من مستوى 1.22، ولكن ستحدد معدلات الرغبة في المخاطرة بدلا من البيانات الاقصادية إذا ما سيتم اختراق هذا المستوى أن سيتم الحفاظ عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى