تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي يحدد مصير الدولار

تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي يحدد مصير الدولار

 

 كان الاسبوع الماضي أسبوعًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة للدولار الأمريكي.  فقد سجل الدولار قاع سعري على المدى القريب مقابل العملات الأوروبية لكنه وجد صعوبة في الحفاظ على مكاسبه مقابل الين الياباني وعملات السلع.  وقد فقد الدولار القوي بريقه بعد محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يلقي ظلالا من الشك على رفع سعر الفائدة من البنك المركزي.  وكانت المشكلة هي البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية و محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الذي فشل في تعزيز ثقة السوق في رفع سعر الفائدة في يونيو.   وعلى الرغم من أن بلومبرغ قالت أن العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي تُظهر فرصة نسبتها 100٪ لصالح تضييق السياسة النقدية الشهر المقبل، إلا أن مبيعات المنازل الجديدة والموجودة هبطت في شهر أبريل، كما اتسع العجز التجاري وارتفعت معدلات الشكاوى من البطالة.   والأهم من ذلك، وفقا لمحضر البنك الاحتياطي الفيدرالي، أن مشرعي السياسة النقدية  في الولايات المتحدة الامريكية قلقون من بطء التقدم في التضخم، بينما يفضل البعض انتظار الأدلة على أن هذا التباطؤ مؤقت قبل اتخاذ إجراء ما.  لذلك حتى لو رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، فقد يشير النك إلى أن هذه مرة واحدة فحسب.  إن عدم الاتساق بين البيانات الاقتصادية وتوقعات السوق يجعل أحداث الأسبوع المقبل ذات أهمية خاصة.  وعلى أي حال سيتحدد مصير الدولار الأمريكي اعتمادًا على تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي هذا الشهر.   إذا كان تقرير الوظائف جيد وهو ما يعني ارتفاع تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي، وبقي معدل البطالة ثابتا وارتفع متوسط الاجور في الساعة بنفس وتيرة الشهر الماضي أو أفضل، فإن الشكوك بشأن رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف تتلاشى بسرعة، مما قد يؤدي إلى انتعاش قوي للدولار.   ولكن إذا جاء أي جزء من تقرير يوم الجمعة مخيبا للآمال، فسوف يبدأ المستثمرين سيبدأون في إلغاء صفقات شراءهم للدولار، أو الأسوأ من هذا أنهم قد يبدأوا في بيع الدولار قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر يونيو.   من المقرر صدور تقرير البيج يوم الأربعاء، وسوف يقدم بعض الأدلة حول كيفية عمل سوق العمل ولكن سيكون الاختبار الحقيقي للدولار الأمريكي هو تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي  حيث يمكن أن تحدد النتيجة لهجة كيفية تداول الدولار الأمريكي خلال الأسابيع القليلة المقبلة .   يقع مستوى الدعم لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY   عند 110.30 وحتى إن ارتفع، فإنه يحتاج إلى اختراق مستوى 112.15 لإزالة الاتجاه السلبي لهذا الزوج.

 

 مرت خمسة أسابيع منذ أن ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي من 1.0730 إلى 1.0880.   هناك قول مأثور أن الثغرات السعربة من المفترض أن يتم ملؤها وبعد هذه الفترة الطويلة من الزمن، لا يزال التجار يحاولون دفع الزوج للأسفل.   بعد الارتفاع فوق مستوى 1.12، أنهى هذا الزوج تعملات الأسبوع دون هذا المستوى الرئيسي.  وقد تلاشت المخاطر السياسية على المدى القريب وكانت آخر التقارير الاقتصادية إيجابية بالنسبة لليورو – ارتفع مؤشر ثقة المستثمرين الألماني بقوة في شهر مايو، وسجل الفائض التجاري لمنطقة اليورو أعلى مستوى له خلال 3 أشهر ولم تكن هناك تنقيحات للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في منطقة اليورو أو لمؤشر أسعار المستهلكين الفرنسي.   حتى رئيس البنك المركزي الأوروبي دراجي اعترف بتعافي منطقة اليورو على أساس المرونة المتزايدة والواسعة النطاق.   غير أن اليورو / الدولار الأمريكي لم يتمكن من تمديد مكاسبه لسببين رئيسيين: الأول هو تباطؤ نمو التضخم (الأسعار ترتفع بالفعل بمعدل أكثر تدرجا ويؤدي ارتفاع العملة إلى مزيد من الضغط على التضخم).  والثاني هو الآراء المتباينة للبنك المركزي الأوروبي و البنك الاحتياطي الفيدرالي.   وأوضح ماريو دراجي أن الوقت الآن ليس هو الوقت المناسب للتحدث عن إيقاف برنامج التسهيل الكمي،  في حين أن كل مشرعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية الذين تحدثوا هذا الشهر (بصرف النظر عن كاشكاري) يعتقدون أن من الضروري المزيد من التطبيع في السياسة النقدية.  دعونا لا ننسى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي الرئيسي الوحيد الذي يتحدث عن تضييق السياسة النقدية ويمكن أن تزيد أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة اساس آخر هذا العام.  بالطبع، قد يؤثر تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة على توقعات السوق، وإذا كانت البيانات ضعيفة سيكون هذا إيجابيا  لليورو.  إذا كانت جيدة، يمكننا أن نرى اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD وهو يتجه إلى مستوى 1.10.  من المتوقع أن تصدر بيانات من منطقة اليورو عن التضخم والثقة، وبيانات العمل الألمانية – وقد تعزز ضغوط الأسعار الأضعف من تراجع اليورو الاخير.

 

وجد الدولار الاسترالي صعوبة في التداول أيضا هذا الأسبوع الماضي، حيث أوقف اتجاه قوة عملات السلع الأخرى. وكان هذا التحرك مدفوعا جزئيا بقوة الدولار الأمريكي ولكن كان العامل الأكبر هو بسبب قرار وكالة التصنيف الائتماني.  وقد تم تحديد الاتجاه الهبوطي للعملة  من قبل قرار وكالة ستاندرد آند بور بخفض درجات الائتمان لما يقرب من اثني عشر مؤسسة مالية في بداية الأسبوع.  وتفاقمت الخسائر بسبب تخفيض موديز للتصنيف الائتماني للصين وانخفاض المؤشرات الرئيسية.  و نحن نعلم أن  البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) قلقًا بشأن الاقتصاد كما أن سوق العقارات أصبح مشكلة متنامية في أستراليا حيث يبدأ الطلب المحلي والخارجي (الصيني) في التراجع.   ويعتبر معدل النمو الصيني بشكل عام مصدر قلق وله تأثير مباشر على أستراليا.  وستؤدي أرقام مبيعات التجزئة ومؤشرات مديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية في الأسبوع المقبل دورا محوريا في وقف انخفاض العملة وعكس بعض الاختلافات.  ونظرا للارتفاع الحاد في بند المبیعات في مؤشر الخدمات، فإننا نعتقد أن الإنفاق قد انتعش في أبریل بعد أن انخفض في مارس.   ستكون المستويات الجدير بالمراقبة في الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD هي 74 سنت في الاتجاه الهبوطي و 0.7520 في الاتجاه الصعودي.

Exit mobile version