يسود التحركات في سوق الفوركس الآن ما يمكن أن نطلق عليه خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء. حيث يبدو لنا أن شهر العسل الذي كان يتمتع به اليورو منذ تدخلات «دراجي» منذ أسبوعين قد بلغ منتهاه. فقد حل محل الاحتفالات والبهجة حالة من القلق والاضطرابات فيما يبدو أن الأوضاع الطبيعية قد عادت إلى حالها مرة أخرى إلى منطقة اليورو. وقد شهد يوم الخميس سقوط اليورو إلى أقسى مستوياته منذ الثامن من أغسطس في مقابل كلاً من الدولار الأمريكي USD والجنيه الإسترليني GBP.
وقد تواصل الانكماش في بيانات التصنيع الضعيفة لمنطقة اليورو وفي بلدانها الرئيسية، مع استمرار التباطؤ في كافة المجالات. وكانت ألمانيا ومنطقة اليورو نفسها قد أظهرت مبشرات بالتحسن منذ الشهر الماضي، ولكن هذا التحسن ظل دائرًا في حيز الانكماش. وقد بدت حالة من الإحباط على الأسواق لعدم ارتفاع ثقة الأعمال بعد التدخلات الأخيرة للبنك المركزي الأوروبي الرامية لتخفيف أزمة الديون. وشخصيًا لا أعرف كيف يمكن لهذه الإجراءات أن تفعل ذلك، ولكن اليورو يبحث عن ركوب أي موجة يستطيع ركوبها هذه الأيام. وقد بلغت مستويات ثقة المستهلكين في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، وارتفع زوج الجنيه الإسترليني/اليورو GBPEUR مدعومًا بالأرقام الأفضل من المتوقع لبيانات التجزئة البريطانية (-0.2% في مقابل 0.4% المتوقعة). وكانت العادة قد جرت على توقع أن تبقي الألعاب الأوليمبية الناس بعيدًا عن كثرة الإنفاق، لذا فلم يكن في الأمر مفاجأة.
وقد شهدت مزادات الديون الأسبانية صباح أمس قيام “ماريانو راجوي” بالإطاحة بفكرة حزمة الإنقاذ إلى مدى أبعد. حيث شهدت المبيعات حول الديون لأجل 10 سنوات تراجع العوائد إلى 5.67% مع تزايد الاكتتاب في نسبة البيع/التغطية بنحو 2.8 مرة. . وكان تردد أسبانيا في الخوض في حزمة الإنقاذ قد بدأ يتسبب بحالة من الإحباط في الأسواق. ولكن مع إغلاق الشركات لأبوابها ، ارتفعت العوائد إلى 5.82% مقتربة من مستوى 6% الخطير، الذي كنا فيه في وقت مبكر من هذا الأسبوع. كما تصدرت الصورة مخاوف القطاع الخاص مع بلوغ الأرقام 70-80 مليار يورو عن القطاع المصرفي الأسباني. وكان رئيس بنك BBVA الأسباني قد صرح بأن النظام المصرفي لا يزال في محنة. فمع عدم توقع سريان “البنك المتعثر” الأسباني هذا العام ، فإننا نتوقع استمرار معاناة النظام المصرفي، وبشكل يضيف إلى الضغوط الداعية لطلب حزمة الإنقاذ.
وقد فعل «دراجي» كل ما في وسعه لتحقيق الاستقرار في اليورو وكنا قد تمتعنا بالفعل بفترة أطول من الاستقرار، ولكن اقتصاديات الدول الأطراف لا تفتأ تفسد أي استقرار.
وعلى الجانب الآخر، هبطت معدلات الشكاوى من البطالة بمقدار 3 آلاف ولكنها تظل بعيدة عن المستوى المستهدف لهذا الشهر والبالغ 10 آلاف وقد سارت حركة تداولات زوج الجنيه الإسترليني/دولار أمريكي GBP/USD في حيز 60 نقطة أساس هذا اليوم. وقد دفعت جلسة التداول المسائية بزوج الإسترليني/دولار إلى أعلى من مستوى 1.62، ليلغي بذلك المكاسب التي حققها الدولار الأمريكي USD في الجلسة السابقة. وقد حقق الدولار الأمريكي USD أرضية صلبة في مقابل اليورو EUR والذي يظل الآن عند أدنى من مستوى 1.30.
وتسود الأجندة الاقتصادية حالة من الهدوء مع عدم توقع صدور أي بيانات ذات أهمية. ومن المتوقع أن نسمع المزيد من التطورات من أسبانيا واليونان، ولكنه كان يومًا هادئًا إجمالاً.