قد يكون قرار البنك المركزي الاوروبي اليوم هو الحدث الاكثر اهمية ولكن كان هناك أيضًا تصويت الثقة في ايطاليا والذي دفع اليورو الى ما فوق مستوى 1.36. ارتفعت هذه العملة الى اعلى مستوياتها خلال 7 اشهر بعد ان فاز اينريكو ليتا رئيس الوزراء الايطالي في تصويت الثقة وعلى الرغم من التصريحات الحذرة من دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي، إلا ان اليورو قد تمكن الحفاظ على ارتفاعاته هذه. تهدد الازمة السياسية الايطالية استقرار المنطقة خلال الاشهر القليلة الماضية ويعني فوز ليتا أن هذه الازمة قد انتهت اخيرا، الأمر الذي ازال الخطر الاكبر من على اليورو/ الدولار الامريكي. كما تجنب اليورو البيع المكثف عندما فشل دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي في ذكر برنامج LTRO بشكل مباشر.
وفي وقت مبكر هذا الصباح، تخلى بيرلسكوني عن محاولاته لاخضاع الحكومة بقوله انه سيصوت لصالح ليتا. وخلال الاجازة الاسبوعية، تلقى بيرلسكوني نقد واسع لطلبه خمس وزراء من حزبه “حزب شعب الحرية”. من المقرر ان يكون هناك تصويت بالطرد يوم الجمعة، وبالتالي فإن هذه الاستقالات كانت هي محاولته الاخيرة للتأثير على النتيجة. إلا أن المسؤولين الكبار في حزبه قد رفضوا افعال بيرلسكوني الصارخة وقدموا دعمهم لـ “ليتا” وكانت هذه هي المرة الاولى منذ عشرين عام التي ينقلب فيها حزب بيرلسكوني عليه، وبالتالي ازال انتصار ليتا الخطر الاساسي امام اليورو.
من ناحية اخرى، لا شك في ان البنك المركزي الاوروبي يميل الى السياسة النقدية الميسرة في هذه المرحلة، إلا أنهم غير مندفعين لزيادة التحفيز الاقتصادي. خلال مؤتمره الصحفي، اعترف دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي ان مؤشرات الثقة تتحسن ولكنه شعر أيضًا بأن المخاطر في الاتجاه الهبوطي. ومثل باقي رؤساء البنوك المركزية الاخرى، عبّر دراجي عن قلقه إزاء اغلاق الموازنة الأمريكية وتأثير ذلك المحتمل على أمريكا وعلى الاقتصاد العالمي إن استمر هذا أكثر من عدة أيام. وبينما قال دراجي ان المنطقة تتمتع بمرونة أكبر الآن من ذي قبل، إلا أنه قد قال ان التعافي الاقتصادي ضعيف وهش وغير ثابت. ونتيجة لهذاـ يشعر البنك المركزي ان السياسة النقدية عليها ان تبقى في حالة التكيف الحالية أو عند مستويات اقل لفترة زمنية أطول. ويستعد البنك للتفكير في كافة الادوات متضمنة قطع سعر الفائدة والذي تم مناقشته اليوم إن زادت حدة ضعف الاقتصاد. لا يوجد جديد في أيًا من هذه التصريحات، وقد يكون هذا هو السبب الذي لم يعبأ لأجله السوق بتصريحات دراجي التي تميل بشكل واضح إلى السياسة النقدية الميسرة.
في الوقت ذاته، سجل القطاع اخاص نمو في الوظائف بمقدار اقل من التوقعات خلال سبتمبر. وكان الاقتصاديون يتوقعون ان يسجل تقرير ADP للتوظيف بالقطاع الخاص خلال سبتمبر ارتفاع بين 170 و 180 ألف، ولكن بدلا من هذا أضاف الاقتصاد الامريكي 166 ألف وظيفة فقط في القطاع الخاص، وهي قراءة اعلى من القراءة المعدلة الهبوطية التي سجلت 159 ألف. واعتماد اعلى هذه الاخبار وحدها، كان البنك الفيدرالي محقا في قراره بتأجيل قرار تقليص مشتريات الاصول، ولكن سيكون علينا انتظار الاعلان عن تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي للتأكيد على ان معدل نمو الوظائف قد تباطأ في شهر سبتمبر. إن ظلت الحكومة الأمريكية مغلقة يوم الجمعة، فسوف يتم تأجيل تقرير سوق العمل حتى تنتهي فترة الاغلاق هذه.