يتبقى سوى أيام قليلة قبل الاجتماع الهام للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وكانت البيانات الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال والتي صدرت في الآونة الأخيرة لها تأثير سلبي على الدولار الامريكي. وقد تعرض الدولار الامريكي إلى أيام عصيبة خلال بعض الأيام من الأسبوع الماضي وخاصة مقابل الدولار النيوزلندي والكورونا النرويجية بالإضافة إلى الباوند البريطاني، والذي تمكن من الامتداد في ارتفاعاته والارتفاع الى اعلى مستوياته خلال عدة أشهر مسجلا مستوى 1.5870 وهو اعلى مستوى له خلال 8 اشهر. ويعكس كلا من سوق الفوركس والدولار الأمريكي المخاوف بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد لا تقلص من برنامج مشتريات الاصول في اجتماع الشهر القادم. ومن الجدير بالملاحظة أن هناك بعض المخاوف التي لم تنعكس في سوق السندات، حيث لا تزال عوائد العشر سنوات بالقرب من مستوى 3%.
كان الباوند البريطاني GBP هو العملة الأقوى أداءًا مقابل الدولار الامريكي USD خلال الشهر الماضي ووصل الى اعلى مستوياته خلال 8 اشهر بعد قوة قراءة سوق العمل خلال الاسبوع الماضي. وكان الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي قد اغلق جلسة التداول الأوروبية الأسبوع الماضي فوق مستوى 1.5850. وحقق الباوند البريطاني شوطًا جيدا في الارتفاع بما يتوافق مع النغمة المتحسنة للبيانات الاقتصادية والتي ساعدت على دفع عوائد السندات البريطانية للأعلى. ولكم لا يمكن للباوند الارتفاع للأبد/ وإن بدأت البيانات الاقتصدية في الاعتدال فقد لا يصبح الباوند البريطاني بعد ذلك هو العملة المفضلة للشراء لبقية الشهر. وكانت البيانات الخاصة بسوق العمل البريطاني لشهر اغسطس قد قدمت بعض المفاجآت الايجابية بما فيها انخفاض معدل البطالة الى 7.7% والانخفاض الحاد في عدد المتقدمين للاستفادة من معاشات البطالة. ولكن كانت هناك بنود اتسمت بالضعف مثل الأجور والتي لا تزال منكمشة بعد تعديلها وفقا للتضخم. بالاضافة الى هذا، هناك الكثير من الاحاديث حول التعافي الاقتصادي الذي من المحتمل ان يكون غير مستمر في بريطانيا. ففي ظل خطط الحكومة لدعم السوق العقاري، والارتفاع الحاد في الآونة الأخيرة في اسعار المنازل وخاصة في لندن، بالاضافة الى حقيقة ان سوق العمل قد شهد ارتفاع آخر كبير في عدد الوكالات العقارية الشهر الماضي، في ظل كل هذه العوامل قد يبذر الاقتصاد البريطاني بذور فقاعة اقتصادية قادمة. ويقول التاريخ ان الامور لا تسير جيدًا بالنسبة للباوند البريطاني إذا ما كانت هناك فقاعة اقتصادية، ففي عام 2008-2009 فقد الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي 25% من قيمته.
وبينما لا نعتقد أن المخاوف بشأن الاقتصاد البريطاني سوف تعطل الاسترليني بالضرورة عن الارتفاع على المدى القصير، لأن المخاوف تعتبر على المدى المتوسط الى الطويل وتستحق التركيز عليها. على المدى القصير، يختبر الاسترليني مستوى المقاومة الأساسي وهو قاعدة ايشموكو كلاود على الرسم البياني الشهري. ولم يكن السعر فوق قاعدة مؤشر كلاود منذ شهر مارس، ولم يكم فوق مؤشر ايشيموكو كلاود الشهري لما يزيد عن 5 سنوات. وفي حالة الاختراق الاسبوعي فوق مستوى 1.5840 سيكون هذا تطور صعودي كبير يفتح الطريق الى مستوى 1.60 وهو حاجز نفسي أساسي واعلى مستوى لهذا الزوج منذ 1 يناير.
سيحتاج مشتري الباوند البريطاني للشهور بالقلق من اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الاسبوع، حيث يتعرض الدولار الامريكي للضغط الهبوطي بسبب هذا الحدق، ولكن إن كان البنك الفيدرالي أكثر حدة مما هو متوقع، أو إذا اعلن عن جدول زمني يقوم خلاله بتقليص مشتريات الاصول في الاشهر القادمة، فقد نرى الدولار وهو يمتد في خسائره الأخيرة. وبسبب الارتفاعات الحادة الأخيرة في الباوند البريطاني، نعتقد انه قد يكون عرضة للارتفاع اكثر بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.