تباطؤ معدلات النمو تثير المخاوف بين المستثمرين
في وقت مبكر من التداول هذا الأسبوع، كان التجار يتجهون إلى العملات ذات العوائد المنخفضة، واستمر ذلك خلال جلسة التداول يوم أمس، حيث استمر المستثمرين العالميين في الابتعاد عن الأصول ذات العوائد المرتفعة ، التي ينظرون إليها على أنها مراهنات أكثر خطورة ليتجهوا بذلك إلى الملاذات آمنة.
وقد تجلى التراجع في معدلات الرغبة في المخاطر في حركات مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم. فقد سجل مؤشر FTSE 100 في جلسة لندن أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر 2008 ، مباشرة بعد انهيار مصرف ليمان برازرز الاستثماري ، ليقفل بنسبة 4.7 ٪. وقد تعرض مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت ومؤشر كاك 40 في بورصة باريس لخسائر اكبر في الجلسة.
تسببت عمليات البيع المكثفة التي تعرضت لها الأصول العالمية في الانتقال إلى الأصول الآمنة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال جلسة التداول يوم أمس ، مما تسبب في ارتفاع الطلب على سندات خزانة الولايات المتحدة إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 1940 ، مما أدى إلى انخفاض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى 1.5327 وهو أدنى مستوى يومي يسجله خلال 12 شهرا.
وكان الانخفاض الحاد في معدلات الرغبة في المخاطرة يعود إلى المخاوف من أن الاقتصاد العالمي يتجه لا محالة نحو ركود مزدوج. وقد عزز من هذه المخاوف سلسلة التقييمات بانخفاض معدلات النمو الصادرة عن البنوك المركزية والمؤسسات العالمية بما في ذلك صندوق النقد الدولي خلال الأيام العشرة الماضية. وكانت الأسواق بالفعل في حالة متردية حتى قبل الإعلان عن هذه التقييمات الهبوطية ، وذلك بسبب المخاوف من الآثار المحتملة التي قد تنتج عن انتشار عدوى أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو وذلك على القطاع المصرفي التجاري العالمي.
تدهورت معدلات الثقة بسرعة في ال 48 ساعة الأخيرة، حيث يبدو ان البيانات الاقتصادية تؤكد على مخاوف المستثمرين بأن تباطؤ الاقتصاد العالمي في الطريق. وقد أظهر مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الذي تم الإعلان عنه يوم أمس أن النشاط الاقتصادي قد انكمش لأول مرة منذ عام 2009 الشهر الماضي ، مما يدل على أن الانتعاش المؤقت في أوروبا قد انتهى. وأظهرت بيانات أخرى في منطقة اليورو أن إنتاج المصانع قد انكمش للشهر الثاني على التوالي في أغسطس وأن النشاط التجاري في ألمانيا، التي تعتبر الاقتصاد الأقوى في منطقة اليورو، قد سجل أدنى مستوى للنمو منذ عام 2009. وكان ضعف البيانات الاقتصادية الصينية الليلة الماضية قد زاد من إدراك المستثمرين أن الصورة الاقتصادية العالمية تتدهور.
وقد أدت التعليقات من صناع السياسة النقدية على مدار ال 24 ساعة الماضية إلى تفاقم الكآبة السائدة في السوق ، حيث أكد رئيس البنك الدولي ، روبرت زوليك ، على أن الاقتصاد العالمي كان في “منطقة خطر”. وأكد رئيس صندوق النقد الدولي ، كريستين لاغارد على هذا الرأي ، مشيرا إلى أن العالم كان في “منطقة خطرة”.
تلاشت معدلات الرغبة في المخاطرة مما أدى إلى ابتعاد المشاركون في السوق عن العملات ذات العوائد المرتفعة، حيث ارتفعت كلاً من أزواج الجنيه الإسترليني/ الدولار الأسترالي، والجنيه الإسترليني، الدولار النيوزلندي، والجنيه الإسترليني/ الراند الأفريقي – يرتد الجنيه الإسترليني/ الدولار الاسترالي من أدنى مستوى له على المدى القصير عند 1.4987 ليصل إلى 1.5825 الجلسة الماضية. ومن المحتمل أن تشهد هذه الأزواج المزيد من الارتفاعات في وقت لاحق اليوم إذا حذت أسواق الأسهم البريطانية وأسواق الأسهم الأوروبية حذو الأسواق الآسيوية الليلة الماضية وتخلت عن المزيد من الدعم.