أدت شهادة بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي يوم امس في “القاعة الكبرى” أمام اعضاء الكونجرس الامريكي تقلبات سعرية خلال يوم التداول في سوق العملات الأجنبية. ومع نهاية الجلسة الامريكية، استقر الدولار الامريكي غير مبتعدا عن المستويات التي كان تداوله يقع عندها قبل الاعلان عن شهادة بيرنانكي المعدة مسبقا. ولسوء الحظ، فقط كانت تصريحات بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي سبب في إثارة نوع من الحيرة والارتباك بدلا من توضيحها الأمور للمستثمرين، إلا أننا نعتقد أن نية بيرنانكي بحديثه غير الواضح بهذا الشكل هي عدم دفع حركة الاسعار في الاسواق المالية في اتجاه أحادي. وتعتبر المعلومة الأساسية التي يمكن استباطها من حديث بيرنانكي الذي أدلى به يوم امس هي أن بيرنانكي لا يفضل الاندفاع في رفع اسعار الفائدة وأنه لا يزال يخطط لتقليص برنامج مشتريات الاصول خلال هذا العام، إلا أن يفهم الحاجة إلى إدارة توقعات السوق وإبعاث نوع من الطمأنينة في نفوس المستثمرين بأن أي قرار سوف يعتمد على البيانات الاقتصادية. وبالتالي، بينما لا تعتبر طريقة التعامل مع مشتريات الاصول ذات مسار معد مسبقا، لا يزال البنك المركزي يتطلع الى تقليص برنامج التسهيل الكمي في عام 2013 وإيقافه في منتصف عام 2014.
هناك أمرين أراد بيرنانكي أن يتجنبهما اليوم: الأول هو دفع عوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع، والثاني هو رفع درجة القلق لدى اعضاء الكونجرس الذين يعارضون تقليص التحفيز الاقتصادي. والى جانب انخفاض عوائد سندات الخزانة الامريكية وحقيقة أن الدولار والاسهم قد اغلقا يوم التداول بدون تغير فعلي، فيمكننا القول بأن اهداف بيرنانكي قد تحققت. وللتأكيد على مدى جديته بشأن الفصل بين تقليص مشتريات الاصول وبين تضييق السياسة النقدية، قال بيرنانكي أن الاقتصاد الامريكي كان سيتضرر إذا ما قرر البنك الفيدرالي تضييق السياسة النقدية. وبفشله في تعزيز التزامه بتقليص برنامج مشتريات الاصول في سبتمبر، لم يعطي بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي سبب قوي للتجار في سوق الفوركس لشراء الدولار الامريكي يوم أمس. وبينما لا نزال نشعر أن الدولار الامريكي سيسلك الاتجاه الصعودي على المدى الطويل، إلا أن الاحتمالية الهامة هي التفكير في أنه حالما يبدأ البنك الفيدرالي في تقليص برنامج مشتريات الاصول فلن تكون هذه بداية لسلسلة من التقليصات. ونحن نعلم ان بيرنانكي يرغب في رؤية تحسن أكثر قوة في سوق العمل وأكثر استقرارا في البيانات الاقتصادية، وبهذا السبب أشار بيرنانكي الى ان مشتريات الاصول قد يتم تقليصها سريعا إذا ما تحسنت الاوضاع الاقتصادية بشكل أسرع أو إذا استمرت لفترة أطول في حالة الأوضاع الأقل ايجابية.
ويبدو أن “ستين” احد أكثر الأعضاء دعما للسياسة النقدية الميسرة في لجنة السياسة النقدية كان مع فكرة تقليص برنامج مشتريات الاصول، حينما قال ان السياسة النقدية التي تكون فيها اسعار الفائدة منخفضة تكون سياسة صعبة بالنسبة للمتقاعدين الذين يعتمدون عل العوائد على مدخراتهم. ومن ناحية اخرى، تجتب “باسكين” العضو الفيدرالي تقدين اي وجهات نظر مباشرة يوم امس، واختار بدلا من هذا القول بأن السياسة الفيدرالية ستكون معتمدة على البيانات الاقتصادية. وقد انخفضت المنازل المبدؤ بناؤها وتصاريح البناء، في إشارة الى تراجع النشاط في السوق العقاري. وعلى الرغم من ذلك، ووفقا للسجل البيج الفيدرالي، نما الاقتصاد الامريكي بمعدل متوسك الى معتدل، حيث ترتفع نفقات المستهلك ومبيعات السيارات في اغلب المقاطعات، مرتفعة بشكل ثابت أو مرتفعة بمعدل متوسط، وينمو السوق العقاري الأمريكي بمعدل معتدل الى قوي. وبشكل عام كان السجل البيج الفيدرالي متفائل، مما يدعم رأينا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال في مساره لتقليص برنامج مشتريات الاصول خلال هذا العام. ومن المقرر الاعلان اليوم عن معدلات الشكاوى الاسبوعية من البطالة الأمريكية، ومسح فيلادلفيا الفيدرالي ومؤشر المؤشرات القيادية.